Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

رثاء الأحياء.. ووأد الأموات!!

ضمير متكلم

A A
* يوم السبت الماضي تُوفي الأستاذ الدكتور عاصم بن حمدان الغامدي -رحمه الله-، والحديث عن سيرته ومسيرته العطرة، يحتاج إلى كتُب ومجلدات؛ فهو القامة والقيمة الثقافية والوطنية التي ظلت لسنوات، تنظم جواهر الإبداع على جبين الوطن، ويكفي أنه الهائم حُبَّاً في المدينة النبوية، والعاشق جداً لتراثها وتاريخها، تشهد على ذلك تلك الثروة العلمية التي تركها في مجالات أدب وتاريخ وموروث سيدة المدائِن؛ فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وعزائي لأُسرَتِه الكريمة وجميع طلابه ومحبيه.

* ثُـمّ إني أَفخرُ بكوني أحدُ مُريدي عِلْمِ وفَضْل الدكتور عاصم؛ فقد أفدتُ منه الكثير «قراءةً، ومجالسةً ومشافهة»، فلن أنسى ما حَيـيتُ وصيتُهُ لِي ذات يومٍ، عندما حدثته عن أحلامي: يا وَلَـدي، ياعبدالله، لا تيأس، وقَـاتِـل ما استطعتَ بحثاً عنها.

* رحمك الله يا أستاذي، ولكم أُقَـدِّم الاعتذار؛ لأنك لم تَنَل من المدينة -وأنتم ابنها الـبّار- التكريم الكبير الذي أنتم أَهْلٌ لَهْ، وليس العابر على هامش هذا الملتقى أو ذاك وكأنه مجرد مجاملة؛ فنحن لا نُكَرِّم المبدعين، بل نَنْسُجُ لهم وهم أحياء عبارات الرِّثَاء والتَّأبِـيْـن، لِنُسَـارِع بنشرها عنهم بعد موتهم؛ فمثلكم والله يستحق أرفع وسام، فما سطرتموه عن مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ستخلده الأيام.

* فـأرجوك لا تَعْـتَب «أيها الصَّـامت عن الشهرة والأقوال، والنَّاطق دائماً بالأفعال والأعمال»؛ ثُمّ ألا تذكر -غفر الله لك- حلمي الذي أخبرتك به (الجائزة الدولية لتاريخ وتراث المدينة المنورة)؛ وحينها، أثنيْتَ عليه، فَقلتُ لكم: أنتم بإذن الله بالجائزة ستكونون من أوائل المكرمين والفائزين؛ لقد قـدمتُ «ذلك المقترح أو الحُلم» بكافة تفاصيله منذ «3 سنوات»، ولكن –كالعادة- قد مَات، بل وُئِـدَ حتى بعد دفْـنِه، وقُبـر مع (جائزة المدينة) التي سَادَت زمَـنَاً واُسْتُنْسِخَتْ، ثُـمَّ انتهت وبَـادَت، لتتحول –

فجأة- وكأنها أكاديمية، تبحث عن الجَـودة في إدارات ماهي في المدينة إلا فروع، حتى لو أرادت فهي لا تملك القرار ولا المال؛ فأمرها وميزانياتها عند وزاراتها في الرياض؛ وبالتالي فكل ما يطرحُ عليها وفيها مجرد كلام يُقَال!!

* أخـيراً سأبقى وَفِـيّاً لوصية أستاذي الدكتور عاصم حمدان -رحمه الله-؛ حيثُ سأواصل نزِيْفَ قلمي ونبضَات أَلَمِي، سعياً لتحقيق أحلامي مع وفي حبيبتي (عاصمة الإنسانية المدينة النبوية)، ومما يرفع من سقف طموحاتي أميرها المحبوب، العاشق للإبداع وعَـرّاب الأولويات المَدينِيّة الأمير فيصل بن سلمان؛ فهو خير داعم للطامحين، الذين لا يبحثون عن اللقاءات والشَّـرهَـات والفلاشَات، بل عن تقديم ما يخدم مدينتهم ووطنهم مِـن عطاءات؛ وفق الله سموه وسدّد خطاه للمزيد من الإنجازات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store