Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

نحن وكورونا.. الإنسان أولا

شذرات

A A
باحترافية عالية تعاملت حكومتنا الرشيدة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين مع جائحة كورونا عبر حِزَمٍ من التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية التي ساعدت على محاصرة الفايروس مبكراً، مع الإعلان بكل شفافية عن كافة التفاصيل المتعلقة به.

وكانت قمة الشفافية قد تبلورت في كلمة خادم الحرمين الشريفين التي وجَّهها يحفظه الله إلى المواطنين والمقيمين مع بدايات الأزمة وأعلن بها أننا نمر بأيام صعبة والقادم قد يكون أصعب.. ولكنه يحفظه الله بثَّ الطمأنينة في النفوس حين قال: «إن مع العسر يسراً».

لقد كان أكثرُ ما يلفت النظرَ في تعاملِ حكومتنا الرشيدة مع هذه الجائحة أنها وضعت الإنسان أولاً في جميع الإجراءات والتدابير المتخذة رغم شدة تداعياتها الاقتصادية.. وهو ما لمسه الجميع خاصة في كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام قمة العشرين الافتراضية الطارئة التي دعت إليها المملكة والتي حثّت من خلالها على تنسيق الجهود العالمية لمواجهة هذه الجائحة.. مما أثمر عن إعلان التزام قادة المجموعة بعمل كل ما يلزم للتغلب على هذه الجائحة.. وبدأ ذلك بالاتفاق على ضخ ٧ تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي للحدِّ من آثارها الاقتصادية.

لقد أبرز سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عُقد مؤخراً تلك الجهود التي بذلتها الدولة على مختلف الأصعدة محلياً وعالمياً، وبيَّن بالأرقام حجم الدعم الذي قدمته المملكة للمنظمات الصحية العالمية وإعانة الدول المتضررة.. وهو ما يكشف بوضوح عن عمق الاستراتيجية وبُعد النظر الذي تجلّى في الجهود الاستباقية التي قدمتها الدولة لدرء الأزمة، والتي تستهدف من خلالها دائماً تحقيق السلم والأمن العالمي لشعوب العالم قاطبة.

ولعلنا في هذه الأزمة نتوقف أمام عددٍ من المحاور الهامة التي تحمل الكثير من الدلالات..

وأول هذه المحاور، هو ذلكم التجانس في الأداء بين منظومة القطاعات الحكومية المختلفة والتي ترجم منسوبوها مفهوم الجسد الواحد.. فخلال الشهور الماضية رأينا كيف تناغمت جهود الصحة مع الأمن ومع التجارة والبلديات والموارد البشرية وأكثر من ٥٠ قطاعاً حكومياً من أجل تحقيق معاني السلم الاجتماعي.. والحفاظ على سلامة الإنسان.. وقد برزت جهود جنود الصحة الذين لم يتركوا الساحة لحظة لذلك العدو الشرس بل وقفوا حائط صد في خط الدفاع الأمامي لمواجهته معرّضين حياتهم للخطر من أجل سلامتنا، فكانوا صورة رديفة من جنودنا البواسل في الحد الجنوبي.. وأثبتوا أنهم دروع للوطن فاستحقوا بجدارة ذلكم الوشاح الذي زيَّن خادم الحرمين الشريفين جهودهم به حين وصف ما يقدمونه بأنه «تاج عز لكل منهم وعبادة عظيمة ينمو أجرها إلى يوم القيامة».

كما أبرزت هذه الجائحة الوزن الحقيقي لبلادنا عالمياً.. فكانت شهادة السفير الأمريكي بالرياض جون أبي زيد حين نصح رعايا بلاده بالبقاء بالسعودية وعدم العودة إلى بلادهم، حفاظاً على سلامتهم، خيرَ دليلٍ على ذلك..

وكان من الأمور الملفتةِ في هذه الأزمة ذلكم التجسيد الحقيقي لمعاني المسؤولية الاجتماعية الذي بلْوَرَه عددٌ من القطاعات التي تآزرتْ بجهودها مع جهود الدولة ومنها القطاع الثالث الذي استهدف بدعمه فئات الفقراء والمحتاجين خاصة أولئك القابعين في بيوتهم في الأحياء الموبوءة، فشكَّلت المبادرات المتكاملة مع جهود وزارة الموارد البشرية منظومة متجانسة لتحقيق الأهداف الموحدة..

الوقفات كثيرة، وآفاق الرؤى واسعة، وإن كنّا -بحمد الله- على ثقة بأننا تعاملنا بحزم وقوة مع هذه الأزمةِ، وبرزت فيها بلادنا كدولة حضارية حريصة على إنسانها مواطناً كان أو مقيماً، فإننا أيضاً على ثقة بأننا سنخرج من هذه الأزمة -بعون الله- أكثر قوة وتماسكاً.. والله الموفق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store