Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

العيد.. منحة ربانية

A A
من أين أبدأ الحديث عن العيد الذي يأتي بعد شهر المغفرة والرحمة والعبادة والذكريات، بعد الشهر الذي أنزل فيه القرآن على سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وخصه بعبادة عظيمة الأجر والقدر وهي الصوم، هذا العيد وفرحته الكبيرة وهو جائزة شهر الخير والبركة فيشيع الفرح والبهجة..

الله واكبر.. الله واكبر.. لا إله إلا الله

الله واكبر ولله الحمد.. الله واكبر كبيرا.. والحمدلله كثيرا.. وسبحان الله بكرة واصيلا.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا..

والشاعر محمد الأسمر يستغل فرحة العيد ليذكر بالخير يوم العيد:

هذا هو العيد فلتصف النفوس به

وبذلك الخير فيه خير ما صنعا

أيامه موسم للبر تزرعه

وعند ربي يخبي المرء ما زرعا

فتعهدوا الناس فيه من أضر به

ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعًا

وبددوا عن ذوي القربى شجونهم

دعا الإله لهذا الرسول معًا

نعم العيد من مظاهر الفرح وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، جاءت بالفرح في عيد الفطر وعيد الأضحى.. يقول سيدنا أنس رضي الله عنه «قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما.. فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرًا منهما - يوم الفطر ويوم الأضحى»، ولقد كان العيد في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم فرحًا به، وأراد الله عز وجل أن يكون العيد فرحة ومنحة ربانية حتى يشعر الناس بتأديتهم للطاعات وتتجلى فيه معاني الإنسانية والبذل وتسمو مشاعر الحب والرحمة والمحبة.

ورغم أن جائحة فيروس كورونا حل ضيفًا هذا العام ولم تكن صلاة العيد جماعة وكان هناك تغيير في أجواء العيد والحظر بالتجول خلال عطلة عيد الفطر.. ولكن كل ذلك من أجل المصلحة والحفاظ على الأرواح وهذا ما فعلته القيادة الحكيمة للتعامل مع هذه الجائحة وسارت المملكة بكل ثقة وبخطى ثابتة ووضعت الإجراءات والاحترازات الوقائية حفاظًا على المواطنين والمقيمين حتى أصبحت نموذجًا.. هدفها الإنسان أولًا وأخيرًا..

** رسالة:

هذا البلد الأمين قطعة من الأرض هي للسماء.. مكة التي ملكت القلوب وسلبت الأفئدة إجلالًا ومهابة فهي بحق عاصمة للمسلمين في الطهر والنقاء.

ابن بطوطة في رحلته الشهيرة إلى مكة يصور بعبارات هذا البلد الأمين.. ومن عجائب صنع الله أنه طبع القلوب على النزوع إلى هذه المشاهد المنيفة والشوق إلى المثول بمعاهدها العريقة وجعل حبها متمكنًا في القلوب، فلا يحلها أحد إلا أخذت بمجامع قلبه، ولا يفارقها إلا أسفًا لفراقها متولهًا لبعاده عنها، شديد الحنين إليها ناويًا لتكرار الوفادة إليها.. فأرضها المباركة نصب الأعين ومحبتها حشو القلوب.. حكمة من الله بالغة.. وتصديقًا لدعوة خليله عليه السلام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store