Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

العودة إلى الحياة بالتدرج...

A A
في مؤتمره الصحفي، في البيت الأبيض، قبل عدة أيام، الرئيس الأمريكي ترامب يقاطع منظمة الصحة العالمية بل وينسحب منها، ويتهم الصين بإخفائها معلومات عن فيروس كورونا الذي بلغت حصيلة الوفيات بسببه إلى أكثر من 350 ألف وفاة في العالم؟! نحن هنا، وكعادتنا، لا ندخل في دهاليز السياسة القذرة، لأننا لا نعرف ماذا يدور وراء الكواليس، ولا نميل إلى نظرية المؤامرة التي قد تكون وقد لا تكون، ولكن السؤال الذي طرحته في مقال سابق، وأعيد طرحه الآن هو لماذا «تخفي الصين المعلومات عن هذا الفيروس القاتل الذي شل حياة البشر من الألف إلى الياء؟».. هنا مربط الفرس الذي جعل الرئيس ترامب يهاجم الصين، ويتهمها بإخفاء معلومات سوف تساعد وبدون أدنى شك، في إيجاد لقاح وعلاج لهذا الفيروس الغامض، الذي لا يرى بالعين المجردة، ويفتك بكبار السن ممن لديهم أمراض مزمنة، وجهازهم المناعي ضعيف.

تلك المقدمة السابقة تجعلنا نكون حذرين عندما تم رفع الحظر جزئياً حتى لا ننتكس ونعود إلى المربع الأول، وهو مربع العودة إلى المنازل مرة أخرى، ونمكث فيها شهور أخرى، وتتعطل الحياة مرة أخرى والاقتصاد كما حصل في «سنغافورة»، والتي كان يضرب فيها المثل في حسن إدارتها وتعاملها مع أزمة كورونا حتى أختفى، وعندما تم رفع الحظر، وزادت معدلات الإصابات إلى أكثر مما هي عليه في السابق، أضطرت السلطات السنغافورية إلى الرجوع إلى الحظر، وقفل المطارات وتعطيل الحياة مرة أخرى؟!

الإجراءات الاحترازية والوقائية أثناء الخروج من المنزل بسيطة جداً ولا تحتاج إلى جهد يذكر، ولا مال، ولكن يحتاج إلى «روتين» يجب أن نتعود عليه حفاظاً على سلامتنا، وسوف أنبه عليها، كما هي تعليمات وزارة الصحة، والتي تقوم بجهود جبارة تشكر عليها، والتي نستقي منها «المعلومات الصحيحة والدقيقة» وليس غيرها.

هذه الإجراءات الوقائية تتمثل بالآتي: أولاً لبس الكمامات والقفازات الطبية أثناء الخروج من المنزل، وهي لا تكلف شيئاً، وعدم خلعها مهما كانت الأسباب.. ثانياً منع الزيارات العائلية والتجمعات الأسرية وغيرها، والتباعد الاجتماعي من خلال ترك مسافة بينك وبين الآخر لا تقل عن مترين إلى ثلاثة.. ثالثاً عدم المصافحة وعدم التقبيل وغيرها من أنواع الاحتكاك الجسدي.. رابعاً البعد عن الازدحام والمجمعات التجارية المزدحمة أو البقالات أو الأسواق أو الطوابير المتلاصقة وترك مسافات بينها.. خامساً عدم لمس العين باليد أو الأنف أو الفم.. سادساً ضع في جيبك المعقمات، وهي صغيرة الحجم، وتقوم بين الفينة والأخرى بالتعقيم.. سابعاً عدم مسك مقابض الأبواب باليد بل بالكوع، وإذا يوجد أبواب أوتوماتيكية خارج المنزل (في الأسواق) فهي بلاشك أفضل.. ثامناً عند الرجوع إلى البيت أنزع الكمامات والقفازات وضعها بشكل محكم في كيس مغلق في حاوية النفايات، وبعدها مباشرة أغسل يديك بالصابون لمدة لا تقل عن 40 ثانية.. تاسعاً في حالة وجود ارتفاع في درجة الحرارة أو سعال أو ضيق في التنفس فما عليك إلا اتباع الخطوات التالية، وهي عاشراً، قم أولاً بعزل نفسك في غرفة، ولا تخرج من البيت، ولا تخالط أهلك أو غيرهم، وقم على الفور بالإتصال على وزارة الصحة على خطها الساخن (937)، وسوف يرشدونك لما يجب أن تقوم به.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تلك (الوصايا العشر) نقصد الإجراءات الاحترازية سوف تكلفك شيئًا؟! فقط سوف تكلفك «روتين»، و»نمط حياة» جديد يحميك، ويحمي أسرتك، وكبار السن فيها بشكل خاص، والذين هم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وهم آباءك وأجدادك، وفي مجتمعك والعالم بأكمله من شر هذا الفيروس القاتل.. فيروس كورونا يحتاج فقط إلى «الوعي»، وتغيير نمط الحياة لكي نتعايش معه بأقل خسائرممكنة بحيث نحافظ على حياتنا وحياة الآخرين، ولا تتعطل الحياة، ولا يتعطل الاقتصاد الذي هو شريان الحياة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store