Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اسرائيل وأحداث المنطقة العربية

تفردت إسرائيل و منذ معاهدة السلام مع مصر في عصر الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات عقب حرب رمضان المجيدة عام 1973 م التي انتصرت فيها مصر عسكرياً و خسرت استراتيجياً و خصوصاً بعد اتخاذ جميع الدول

A A

تفردت إسرائيل و منذ معاهدة السلام مع مصر في عصر الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات عقب حرب رمضان المجيدة عام 1973 م التي انتصرت فيها مصر عسكرياً و خسرت استراتيجياً و خصوصاً بعد اتخاذ جميع الدول العربية في مؤتمر القمة العربي غير العادي المنعقد بالقاهرة في يونيو 1996 م قرار «السلام» كخيار إستراتيجي ، تفردت إسرائيل بصناعة مستقبل المنطقة لتحقيق «السلام» و ظلت ترفض كل اعتراض أو مساهمة عربية في ذلك ، مع تفاوت بالطبع في الفهم بين الدول العربية و إسرائيل لمفهوم السلام الذي يعني للأخيرة فرض مشروعها الاستعماري على فلسطين والمنطقة العربية و إبادة الشعب الفلسطيني باستخدام القوة بكل أنواعها و أنه قهر للعرب و إذلال لهم حتى يسلموا لإسرائيل تعربد في المنطقة كما يحلو لها ، بينما يفهم أكثرية الشعوب و الحكومات العربية السلام على أنه تعايش دون حروب مبني على أساس رد الحقوق لأصحابها بداية من الأراضي العربية المحتلة بعد حرب 1967 م . يرى قادة إسرائيل و على رأسهم رئيس وزرائها الحالي بنيامين نتن ياهو أن الزام إسرائيل لمصر العربية المسلمةبمشروع السلام حسب المفهوم الاسرائيلي- بحكم حجم مصر الجغرافي و السياسي و السكاني -هو الزام للعرب بالمشروع الإسرائيلي و تفادي إتخاذ أي سياسات عربية تتعارض مع المشروع الصهيوني في المنطقة. و تتصرف إسرائيل بناءً على الإعلان العربي للسلام كخيار استراتيجي على أنه قرار نهائي لا رجعة فيه و أنه بمثابة استسلام العالم العربي للمشروع الإسرائيلي في المنطقة ، كل ذلك المكر الإسرائيلي أصبح اليوم أمام واقع جديد لا يزال يتشكل في تونس و مصر لا ينبئ بخير لإسرائيل و أحلامها. لكن ما يجري من متغيرات في المنطقة العربية في تونس و في مصر الشقيقة الكبرى ينبئ بتغير جذري في اللعبة ستكون فيه إسرائيل هي الخاسر الأكبر. لا تتحفظ إسرائيل و لا تجد غضاضة في التحدث عن خسارتها الإستراتيجية الكبرى المتمثلة في إنتهاء فترة حكم الرئيس حسنى مبارك الذهبية من وجهة النظر الإسرائيلية لمصر التي أستمرت ثلاثة عقود متتالية ، فقد جاء على لسان رئيس وزرائها بنيمين نتن ياهو بعد لقائه الاثنين الماضي مع رئيسه الوزراء الإلمانيه أنجيلا ميريكل في إسرائيل بعد أن نصحته بالإسراع في عملية السلام مع الفلسطينيين في ضوء ما يجري في مصر و التوقف عن إنشاء المستوطنات التي تسئ إلى عملية السلام و في ضوء فقدان السلطة الفلسطينية لما تبقى لها من مصداقية ، قائلاً ( إن ما يجري في مصر الآن يمكن أن يتحول إلى ما حصل في إيران ) و أبدى تخوفه من أن تستولى قوى إسلامية «متطرفة» على زمام الحكم بمصر ، و أكد على أن المظاهرات و إن لم تكن مدفوعة بدوافع دينية إلا أن ليس ثمة ما يمنع أن تستغل القوى الإسلامية الفوضى الضاربة بأطنابها في مصر حالياً ويتسنم سدة الحكم إسلاميون متطرفون منظمون و أن ذلك قد حدث – بزعمه - من قبل في دول أخرى بما في ذلك إيران يضاف الى ذلك النداءات المتكررة التي اطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي للرئيس اوباما بان عليه ان يضمن لاسرائيل ان تلتزم مصر بمعاهدة السلام مع اسرائيل ايا كان الذي سيخلف مبارك في حكم مصر الولايات المتحدة الأمريكية هي الأخرى تشعر بأن إلتزامها بسياستها الخارجية في المنطقة التي سادت لعقود و تصنعها في حقيقة الأمر إسرائيل ذاتها من خلال مجموعات اللوبي الصهيونية بواشنطن لم تعد ممكنة بعد الآن ، لذلك كانت جميع تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما و وزيرة الخارجية الأمريكية هيليري كلينتون و سواهما من كبار المسؤولين الأمريكيين تتسم بالضبابية فالقادم مجهول بالنسبة لأمريكا ذاتها التي طالما إعتادت أن ترسم الخطط و تغير الأشخاص و تبقى الاستراتيجيات نافذة. المنطقة العربية الإسلامية برمتها مقدمة بناءً على معطيات التغيير الجارية على تغييرات جذرية ليس في إطار الحكم في مصر و تونس فحسب بل ضمن الإطار العالمي ، و لكن لذلك تداعياته التي قد يكون البعض منها سلبياً ، مما يعني انتهاء حالة اللا سلم و اللاحرب التي سادت المنطقة لعقود بين إسرائيل و الدول العربية ، و أن من بين تداعيات ذلك التغير هي العربدة الإسرائيلية بسبب تغير معطيات اللعبة و إنكشاف غطاء «الشرعية» الدولية عن تطلعاتها ، مما يعني إحتمالية نشوب عدد من الحروب المتتالية بين إسرائيل و جيرانها العرب قد يكون بعضها نووياً لأنه لا أمل لإسرائيل التي إنكسرت في لبنان صيف 2006 و أخفقت في تركيع غزة المحاصرة من خلال عملية الرصاص المذاب في النصر من خلال الحرب التقليدية أو حروب ما يعرف بالجيل الرابع الذي يعني في بعض جوانبه الاشتباك مع الشعوب و ليس الدول ، مما سيظهر أخيراً للعالم الطبيعة الإجرامية لدولة إسرائيل المتمسكنة ، فما هو مدى إستعداد الدول و المجتمعات العربية المتراخية لذلك السيناريو المخيف. ( الم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايُفتنون . ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store