Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

أين هم أمثال هؤلاء القادة؟!

بانوراما

A A
التعليم الجيد هو الأساس الذي يرتكز عليه تحسين حياة الناس وتحقيق التنمية المستدامة ومن نتائجه مواطن صالح يستطيع أن يساهم في رقي بلده ومجتمعه، فتقدُّم الدول أساسه التعليم الجيد.. العالم اليوم يعيش عصر المعرفة، عصر الاقتصاد المبني على المعرفة، والذي يُعرّف بأنه نظام للاستهلاك والإنتاج يعتمد على رأس المال الفكري أكثر من اعتماده الموارد الطبيعية.. فهو يساعد على زيادة سرعة التقدم التقني إضافة لاستخدامه للحفاظ على النمو الاقتصادي وتطويره على المدى البعيد، وتحقيق هذا يحتاج إلى إرادة صلبة.. في المملكة ولله الحمد هناك إرادة من القيادة ممثلة في مهندس الرؤية (ولي العهد) حفظه الله، ومضمونها ضرورة الانتقال من الاقتصاد المبني على الموارد الطبيعية إلى الاقتصاد المبني على المعرفة.. ولتحقيق هذه الإرادة نحتاج إلى عقول شابة تؤمن بهذا الانتقال، والمملكة ولله الحمد دولة فتية نسبة الشباب فيها تفوق 60%، وهذا لا يتوفر للكثير من الدول.. إضافة للمكانة الدينية والموقع الجغرافي للمملكة فهي حاضنة للحرمين الشريفين وعلى أرضها يؤدَّى الركن الخامس من أركان الإسلام، ولها موقع متميز بين القارات وهي عضو مؤثر في «مجموعة العشرين» أكبر اقتصاديات العالم.. لذلك كلنا أمل في تحقيق رؤية القيادة.

إن الدول التي حققت نجاحات اقتصادية وارتفع دخل الفرد فيها وقلّت نسبة البطالة لديها، كان وراء كل ذلك قادة يستحقون الإعجاب.. لقد استطاع (لي كوان يو)، مؤسس سنغافورة الحديثة أن يحوِّل ما كان ميناءً نائماً في عهد الاستعمار إلى مركز قيادة عالمي في التقنية العالية والخدمات، حتى أصبحت سنغافورة منذ عام 2002م في طليعة المستثمرين الآسيويين في التقنية البيولوجية.

في عام 1998م، أعلن رئيس وزراء الهند (نار ندرا مودي) عن مبادرته قائلاً: «سنجعل من الهند خلال 10 سنوات قوة عظمى لتكنولوجيا المعلومات، ومن أكبر المنتجين والمصدّرين في عالم البرمجيات».. وقد تبوَّأت الهند المكانة الثانية في العالم في تصدير البرمجيات لعدة عوامل أهمها؛ حقن مناهج التدريس الهندية بجرعات أكبر وأحدث من علوم العصر كالرياضيات والفيزياء وعلوم الحاسب والاقتصاد واللغات الأجنبية. أما (كيم داي يونج)، رئيس كوريا الجنوبية، الذي كان عضواً في اللجنة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا قبل انتخابه رئيساً للبلاد، فقد صادق على صندوق مخصص لأبحاث النانو بمبلغ 1.1 بليون دولار.. وما إن وصل إلى البيت الأزرق، حتى شرع في حملة ناجحة لجعل بلاده رائدة في تطبيق تقنية المعلومات والاتصالات ذات الحِزم الواسعة.. ومن خلال مسحنا لبقية دول العالم، لا يسعنا إلا أن نتساءل: أين هم أمثال هؤلاء القادة؟.

قال الصحفي الأمريكي (والتر كروكيت): «مهما كانت تكلفة التعليم وبناء المكتبات مُرتفعة ستبقى أرخص كثيراً مقارنة مع تكلفة بقاء الأمة جاهلة».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store