Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

أماكن وأزمنة لها قدسيتها..

A A
مضى رمضان الذي فرض الله عز وجل فيه الصيام وانقضت أيام كان فيها خير كثير لما اختصها به الرحمن الرحيم.. ففي العشرة الأواخر تتجلى ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وأنزل الله في حقها سورة تتلى إلى يوم القيامة ونتعبد بها ونتلوها في صلاتنا وعند قراءة القرآن المجيد.

والله اختص أيامًا من السنة وشهورًا وجعل لها قدسية لما فيها من مضاعفة الأجر لمن عمل فيها من الطاعات..

ومن الشهور التي اختصها الله بقدسية: الأشهر الحرم وشهر رمضان، ومن الأيام يوم الجمعة والاثنين، والأيام العشرة من أوائل شهر الحجة وكذا يوم عاشوراء والأيام البيض من كل شهر ويوم الخميس من كل أسبوع وذلك كرمًا منه لعباده ليزيد لهم أجور أفعالهم الخيرية، وكفهم عن السيئات والمعاصي، فحتى من يكف عن معاصيه ويمسك عنها في هذه الأيام مأجور.

بل الأكثر من ذلك أن من يمسك عن ما أحل الله له من متع الحياة فله أجر، فقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تجافي عيناه الكريمتان الطاهرتان النوم في العشرة الأواخر من رمضان ويشد المآزر ويوقظ أهله صلوات ربي وسلامه عليه، ويعتزل أهله وهو معتكف.

وبطبيعة الحال أن المعاصي في هذه الأيام المباركة لهي أشد ذنبًا ووزرًا عن سواها من الأيام.

وكذلك اختص الله أماكن وجعل لها خصوصية وقدسية ومنها الحرمان الشريفان بما فيهما من مواضع، فالحجرة الشريفة في الحرم النبوي والروضة المشرفة وسائر المسجد وجبل أحد والمدينة المنورة ككل وكذا الكعبة في بيت الله الحرام والمسعى والصفا والمروة وبئر زمزم بمائه الطاهر الطهور وجميع أرض مكة المكرمة وبيت المقدس والوادي المقدس طوى ومنى وعرفات ومزدلفة، كل هذه الأماكن وغيرها لها الخصوصية والقدسية.

واختص الله أزمنة معيَّنة وربطها بقدسية المكان وجعل فيه عبادات مفروضة لا تصح في غير هذا الزمان والمكان ألا وهو الحج ولا تخفى طقوسه الدينية وزمانه على أحد.. وأيضًا من تلك العبادات العمرة فلا تصح ولن تكون إلا لمن قصد بيت الله الحرام ناويًا لها محرمًا ملبيًا مكملًا شروطها التعبدية.

ومما ساءني وساء الكثير أن يقوم بعض المغردين بتقديم ما لا يليق توقيته عبر تويتر رغم أنهم يعتبرون أنفسهم مثقفين وأصحاب رسالة...

فهذا أحمد قاسم الغامدي يقدم أدلة تحليل الغناء والمعازف ليلة الخامس والعشرين من رمضان، وفي ليلة 27 منه وهي أرجى ليلة بأن تكون ليلة القدر ينقل صورة لقارئ قرآن مشهور ممسك بآلة العود، ورددتُ عليه بتغريدتين، الأولى قلت فيها: مع إيماني الكامل أن مسألة الغناء والموسيقى مسألة شخصية بين العبد وربه ولن يمنعهما من حرمهما ولن يعممهما من أحلهما ولكن بالله هل هذا وقت تغريد عنهما ونحن في ليالي القدر؟.. حتى ما هو مؤكد حله ومباح يُترك من أجل التعبد، دعونا من المزايدة من كلا الطرفين.

ورددت على ما نقل في الثانية: لم يكن المرحوم الشيخ.... يمتهن عزف العود ولم يكن يعزف ليلة القدر وكان يتسلى في غير أوقات وساعات الطاعات مازحًا ولم يدمن عليه في ليالي القدرية كما أدمنت التغريد أنت في ليالٍ فضيلة بما لا يليق بها وإن حلل المعازف البعض فليس وقت التغريد بها....!!

وأما غيره ممن يعتبرون أنفسهم كتابًا ومثقفين فقدموا عبر موقع تويتر مقاطع من أغان متذكرين ومذكرين بأصحابها وذلك في ليلة 27 أرجى ليلة بأن تكون ليلة القدر.

مع إيماني بأن كثيرًا من المسائل الفقهية فيها اختلاف أحكام ولكل فريق حججه وأدلته ولكن ينبغي أن نعرف متى نناقشها ولنعظم شعائر الله وكثير من شعائر الله سواء ما هو متعلق بالزمان أو المكان يترك فيه الحلال تورعًا وطلبًا لزيادة الأجر.. هل نعي ذلك؟.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store