Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

خوجة.. الوزير الإنسان

بانوراما

A A
بإهداء راقٍ كما هو دائماً معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة، استلمت من يده شخصياً كتابه الرائع بعنوان «التجربة... تفاعلات الثقافة والسياسة والإعلام»، كشف فيه عن الكثير من الأحداث التي كان شاهداً عليها في كل المواقع التي نال ثقة القيادة فيها أستاذاً أكاديمياً وسفيراً لخادم الحرمين الشريفين في أكثر من بلد، ووزيراً للثقافة والإعلام. كان في كل موقع تقلَّده رجل دولة من الطراز الأول. من محلة القشاشية الى القاهرة حيث عمالقة الفن والأدب وانبهاره الذي أدى الى عدم تمكنه من إتمام دراسته الجامعية، ومنها الى جامعة الملك سعود وبداية التفوق. كان يؤمن (أن الفرد ليس مهماً أن ينجح فحسب، بل أن يبدع). تشرف معاليه بالعمل تحت قيادة الملوك، خالد وفهد وعبدالله رحمهم الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- صديق الإعلام والإعلاميين -والكلام لمعاليه- وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-. يتضمن الكتاب معلومات مثيرة عن خفايا العمل الدبلوماسي للسفير خوجه، وتقييمه لأبرز الزعماء السياسيين في الدول التي عمل فيها. يقول معاليه: «إن كلام السفير ليس شعراً مرسلاً، ولا معادلات كيميائية ولا نظريات علمية أو فكرية لكنه رؤية بلد ومواقفه». كان شاهداً على انهيار الاتحاد السوفياتي، وضرْب «الدوما» بالدبابات، والذي يفخر أنه توقعه قبل وقوعه في اتصال تلفوني مع الملك فهد بوصفه أول سفير للمملكة لدى الاتحاد السوفياتي الذي ما إن وصل حتى انفرط عقد الاتحاد، فعاد الى الرياض حيث تغيرت أوراق اعتماده ليصير أول سفير لدى روسيا تحت قيادة الرئيس بوريس يلتسن. كشف معاليه عن تعرضه والكثير من أفراد البعثة الدبلوماسية السعودية لمحاولات اغتيال في تركيا أثناء الحرب العراقية الإيرانية وفي لبنان خلال فترة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وأثناء حرب 2006 وما حدث في لبنان من جراء تلك الحرب. ومر على تجربته كسفير في المغرب لفترتين ومجالس الملك الحسن الثاني الرمضانية وليالي أصيلة الثقافية وصالون معاليه الثقافي في منزله بالرباط الذي عادة يجمع فيه الكثير من رجال العلم والسياسة والثقافة والإعلام. وتحدث معاليه عن تقلُّده حقيبة وزارة الإعلام في نهاية عمله سفيراً في لبنان، وتحدث عن الجهود التي قام بها لتحسين الإعلام السعودي ومساعدة الإعلاميين والتحديات التي مثلها الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وانتشار الفضائيات والتنافس الذي سببه الفضاء المفتوح، وفي ذلك يقول: حاولت أن أعطي للصحافيين والكتَّاب الحماية، من باب أن كل مواطن من حقه التعبير عن رأيه تحت مظلة ثلاثة ثوابت: الإسلام والدولة والوحدة الوطنية.

في الكتاب الكثير من المواقف الإنسانية التي ذكرها معاليه لمواطنين انقطعت بهم السبل في الخارج وكيف أن الثقل الذي تمثله المملكة على الصعيد الدولي كان له أكبر الأثر في حل الكثير من المشاكل التي واجهته خلال تجربته الدبلوماسية في البلدان التي عمل فيها.

وفي الختام يمكنني القول: «معالي الدكتور كفَّيت ووفَّيت».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store