Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

روزا ليند: مكتشفة سر الحياة!!

بانوراما

A A
العالمة البريطانية في مجال الفيزياء الحيوية وخبيرة التصوير الإشعاعي (روزا ليند فرانكلين)، كان لها دور مهم في اكتشاف تركيبة الحمض النووي (DNA). ولدت هذه العالمة لعائلة ميسورة الحال في حي (نوتينغ هيل) الشهير بمدينة لندن في سنة 1920م. ظهرت علامات الذكاء عليها من مرحلة الطفولة المبكرة لدرجة أنها وهي في سن الخامسة عشرة من عمرها أعلنت عن نيتها في أن تصبح عالمة مشهورة. في العام 1938م، التحقت (فرانكلين) بجامعة كامبردج البريطانية وتخصصت في مجال الكيمياء، وفي سنة 1941م حصلت على المرتبة الثانية مع مرتبة الشرف في الاختبارات النهائية، والتي تعادل درجة البكالوريوس في وقتنا الحاضر. بعد تخرجها من جامعة (كامبريدج) عملت كباحث مساعد في جمعية البحوث البريطانية في مجال استخدام الفحم والذي بموجبه حصلت على الدكتوراه عام 1945م عن بحثها الذي قدمته في مجال الكيمياء الفيزيائية للفحم. بعد حصولها على الدكتوراه مباشرةً، انتقلت إلى فرنسا للعمل في المختبر المركزي للبحوث الكيميائية في باريس، وكان يعمل معها في نفس المركز خبير البلورات الفرنسي من أصل روسي (جاك ميرينغ)، الذي تعلمت منه الكثير عن الأشعة السينية التي لعبت دوراً هاماً في إنجاز بحثها الذي أدى بعد ذلك إلى اكتشاف تركيب وشكل الحمض النووي (DNA) والذي أطلق عليه فيما بعد لقب «سر الحياة». والغريب أن من حصد جائزة نوبل للحمض النووي ليس هذه العالمة الفذة ولكن هما، عالم الوراثة الأمريكي (جيمس واتسون) والذي أثار جدلاً سنة 2007م عندما صرح قائلاً: «إن السود أقل ذكاءً من البيض». والآخر هو عالم الأحياء الجزئية البريطاني (فرنسيس كريك)، فقد حصلا على جائزة نوبل لاكتشافهما البنية الجزئية للحمض النووي وأهميته في نقل المعلومات في المادة الحية سنة 1962م. والطريف أن كليهما لم يجريا أي تجربة عملية ولم يحملا أي أنبوب اختبار للتوصل لهذا الاكتشاف، الذي كان له أثر كبير على البشرية في وقتنا الحاضر، ولكنهما وضعا نموذجهما فقط استناداً إلى البيانات التي وفرها لهما أحد الباحثين في جامعة (كامبريدج)، وكان من أهمهم البرفسور (موريس ولكنز)، الذي استخدم الأشعة السينية لتحليل الحمض النووي وساعدته في ذلك الدكتورة (روزا ليند فرانكلين)، التي كان لها الفضل الأول في تحديد تركيبة الحمض النووي في سنة 1952م. وارتكزت نتائج نظرية (جيمس وكريك) التي بموجبها حصلا على نوبل الخاصة بتركيبة مادة الحمض النووي، في الأساس على الدراسات التي أنجزتها العالمة (روزا ليند فرانكلين)، وبذلك كان لها الفضل في حصولهما على الجائزة. وبالرغم من عملها هذه الصور الإشعاعية والأرقام الحسابية التي ساهمت في اكتمال أركان النظرية، الا أنها لم تلقَ التكريم والعرفان اللائقين بها. توفيت هذه العالمة الفذة في سن مبكرة (بعد ثلاث سنوات من عملها على الحمض النووي) عن عمر يناهز السابعة والثلاثين من مرض سرطان الرحم.
من أشهر أقوال (روزا ليند فرانكلين): «لا يمكن ولا يجب أن نفصل العلم عن حياتنا اليومية».
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store