قلت في مقابلة لي مع قناتنا الثقافية السعودية، بعد المقاطعة مباشرة، أي قبل أكثر من ثلاث سنوات، والتي استمرت قرابة الساعة، ومازال التسجيل لهذه المقابلة يعتلي حسابي في تويتر وحتى يومنا هذا، قلت: إن قطر ليس لها إلا حضنها الخليجي، وأوردت مثالاً على ذلك دولة «الكويت» الشقيقة، التي وقفت المملكة العربية السعودية معها، ودفعت أكثر من 65 مليار دولار أمريكي تكاليف تحرير الكويت، بل إن حكومة الكويت كانت تدير مؤسسات دولتها، أثناء الاحتلال العراقي، من محافظة الطائف غرب المملكة، والشعب الكويتي احتضناه في بنايات الإسكان الجديدة المخصصة للمواطنين السعوديين، وهذا ليس فيه منة بل واجب علينا الوقوف مع دولة شقيقة عضو في مجلس التعاون الخليجي.. وما عملناه مع الكويت كواجب علينا عمله مع أية دولة خليجية تتعرض للأذى ومنها دولة قطر، والتي مع الأسف مازالت تعيش وتستمتع بـ»المكابرة» التي إذا استمرت سوف يبتلعها أردوغان، وإيران، وجماعة الإخوان الإرهابية، وسوف تغرق لا محالة في الخليج العربي، انتشالها سوف يكون صعبًا لأن هناك دولة عثمانية، وأخرى فارسية، وجماعة إرهابية تريدها أن تكون فقط بقرة حلوب لهم؟! قطر رفضت مساعدة السعودية لكي تساعدها على نفسها، وأيضاً بدون منة أو حتى وصاية عليها.. فقطر دولة ذات سيادة لا تتدخل السعودية في سيادتها على أراضيها.. المطالب الـ13، وزاد عليها مطلب آخر (المطلب الـ14) وهو مطلب سوف يكون في مقدمة المطالب وهو إخراج الأتراك، وقاعدة الطاغية الدكتاتور المبتز أردوغان من قطر من جوار حدودنا.. لم ولن نقبل بقاعدة عسكرية تركية على حدودنا الشرقية تهدد أمننا الوطني، ولن نسمح لأية تحركات للأتراك بالقرب من حدودنا لأننا سوف نتعامل معها وفق ما يحفظ أمننا واستقرارنا على حدودنا وأمننا الوطني الذي هو خط أحمر.
نحن في السعودية لا نضع قواعد عسكرية أجنبية تهدد أمن واستقرار جاراتنا على الاطلاق بل إن سياسة المملكة الثابتة هي عدم التدخل في شؤون الغير، وأن أية خلافات حلها وفق حوار هادئ على طاولة مستطيلة أو مربعة لا فرق، بنوايا حسنة وصادقة، فالحضن الخليجي الدافئ لا يضاهيه حضن آخر.
نحن هنا لا نستجدي قطر بالرجوع إلى حضنها الخليجي، وانتشالها من الوحل الذي أوقعت نفسها فيه، بل هدفنا المحافظة على دولة قطر كدولة ذات سيادة، ونحافظ على ثرواتها الطبيعية، ومقدراتها ومكتسباتها من وحوش مفترسة استغلت الخلاف الخليجي، الذي بالإمكان حله في أقل من ساعة إذا خلصت النوايا.. الشعب القطري الشقيق لا يستحق هذا الشقاء، وهذا التلاعب بأمواله من أنظمة دكتاتورية تحكم شعوبها بنظام بوليسي قمعي سوف تسقط لا محالة في أية لحظة، لأن التاريخ علمنا أن الذي تحكم هي «الشعوب» وليس مجموعة صغيرة من الحكام سوف يتغيرون كون الشعوب هي الباقية.
ما أريد قوله، «وبيت القصيد»، وأنا هنا فقط مواطن صالح -إن شاء الله-، وكاتب رأي، نعرض وجهات نظرنا ولا نفرضها على أحد، ولا نمثل إلا أنفسنا فقط، قد نخطئ وقد نصيب ولكن بحسن نية، لا نريد لا مكافأة ولا جوائز ما نريده هو أن تعود دولة قطر إلى حضنها الخليجي، ولن يتم ذلك إلا بالتخلص من هؤلاء «الأوباش» العثمانيين، والفرس، وجماعة الإخوان الإرهابية، وعدم التدخل في شؤون الدول، واحترام الشعوب وسيادتهم على أراضيهم، وتحويل قناة الجزيرة من منبر إعلامي عدواني يحرض على الفتنة والخروج على النظام العام لقناة إعلامية مهنية محترفة تخدم مصالح قطر العليا أولاً، وتخدم ثانياً عالمنا العربي من الخليج العربي شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً، وبذلك سوف نقف مع قطر قلباً وقالباً، بل وسوف ندافع عنها، ونحافظ على ثرواتها، وسوف نفتح قلوبنا قبل حدودنا لكي تعود قطر دولة فاعلة ومؤثرة في منظومتنا الخليجية.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
