Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

الطباخة في مكة قديماً!!

بانوراما

A A
في مكة قديمًا كانت الوسيلة الوحيدة لطهي الأطعمة هي الطريقة البدائية وهي عبارة عن كمية من الحطب يشعل فيها النار حيث لم يكن وقتها استخدام للغاز أو الكهرباء في عملية الطهي.. والطبخ من أقدم الحرف المكية، ويطلق اسم طباخ على الذي يقوم بطبخ وتجهيز الطعام في المناسبات، حفلات الزواج والمناسبات كانت تقام في منزل صاحب الوليمة، فلم يكن وقتها صالات أفراح، لذلك كان يقوم الطباخون بإعداد طعام المناسبات إما في الدولاب -مكان مخصص لطبخ الطعام- حيث يحضّر له صاحب الوليمة ما يريد طبخه أو يحضّر هو أواني الطبخ ويذهب بها لمنزل صاحب الوليمة، والأكلات المكية التي اشتهر بها طهاة مكة قديمًا والتي كانت تُطبَخ في المناسبات هي السليق والكابلي والبرياني والمدني والزربيان ورز وحمص والرز البخاري، ولحرفة الطباخة عادة يعين نقيب -شيخ- وهو الشخص الملم بالحرفة ومهمته رعاية مصالح الطباخين ويكون في العادة همزة الوصل بينهم وبين الأجهزة الحكومية، ومن أشهر من امتهن هذه الحرفة في حي المسفلة قديمًا: العم (عبدالحميد الأبيض) وهو نقيب الطباخين وقتها وكان له دولاب في شارع إبراهيم الخليل، وأمامه كان دولاب العم (جميل باوارث) بالقرب من البازان، وفي شارع حمزة بن عبدالمطلب يقع دولاب العم (محمد إلياس) ثم المعلم (مستور) ودولابه بجوار الدبلول، في زقاق باجابر في شارع إبراهيم الخليل كان دولاب (عمر كادوا) وفي (خريق البنقالة)، كانت دواليب كل من: (إبراهيم فتيني) و(عبدالرزاق نعمة خان) و(محمد كنسارة) و(أحمد بليلة السندي) و(صديق خان) الشهير بـ(لبخة) و(عمر زمزمي) و(عمر حلواني) والد الأستاذ (سراج حلواني) رحمه الله. وكان البعض منهم يشتهر بطبخ أنواع من الوجبات مثل (صديق كرني) و(سعيد منشى) اشتهروا بعمل الحلويات في المناسبات كالمشبك والطرمبة والسمبوسك والحلاوة اللبنية والهريسة، المعلم (بكر شرطة) دولابه بالقرب من البير المالح، أما العم (بكر سادة) فكان في دحلة الرشد وليس له دولاب ويشتهر بطبخ الرز بالحمص خاصة في المآتم والعم (أحمد طباخ) وشهرته بعمل السليق الأكلة المشهورة في منطقة الحجاز وكان الطباخ المفضل لدى الوالد رحمهما الله جميعًا، المعلم (أبو مروان)، دولابه في أبو طبنجة ويشتهر بطبخ الكابلي، دولاب العم (إبراهيم باني) في شارع الهرساني ثم انتقل إلى شارع جرهم وحاليًا بالخالدية وكان يشتهر بطبخ أغلب الوجبات، في منطقة الكدوة دولاب (عدنان العدني)، وفي الكنكارية دولاب العم (بخيت المولد). المنافسة بين الطباخين في ذلك الزمن جدًا شريفة فتجدهم يساعدون بعضهم في أوقات المحن والأزمات، والملفت أن أغلبهم من الجيل القديم الذي امتهن هذه الحرفة وكثيرًا منهم إما توقف عن العمل نتيجةً لوفاته أو عدم القدرة لمن هم على قيد الحياة نتيجةً لتقدمهم في العمر.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store