Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العثموصفوية وأطماعها العربية

العثموصفوية وأطماعها العربية

A A
يكتشف من يتابع الساحة السياسية في الشرق الأوسط والعالم العربي تكتلين يتحركان بشكل خفي على السواد الأعظم من الأمة العربية وأحيانًا بشكل مفضوح في مواقف كثيرة لتنفيذ أجنداتهما الخفية من خلال شعارات وأعمال يبدو على ظاهرها خدمة للإسلام والمسلمين ودعم الجماعات التي تقدمهما كمستضعفين.

هاتان القوتان يجمعمها تحالف مصلحي وتتشاركان في افتراس دولة وحيدة بالسيطرة على مقدراتها وانتهاك سيادتها بحجة شراكة مزعومة وإيهامها بخلق مكانه لها، كما تقوم كل واحدة منهما بتوظيف جماعات ذات صبغة معيَّنة استطاعت أن تؤدلجها خلال سنوات طويلة كأذرع لها وتجنيد أفرادها كمرتزقة في محاولة لإسقاط حكومات عربية قائمة وإقامة أنظمة جديدة موالية لها وبسط نفوذها بطريقة غير مباشرة في البداية كطعم لإيقاع تلك الجماعات في شراك قبضتها بعد تحقيق أهدافهما.

لقد نجحت إيران في زرع جماعات حزبية بمسميات مختلفة في بعض الدول العربية ومن أبناء العروبة الذين اتخذتهم مطية لتنفيذ مشروعها الكبير إيران الكبرى كدولة صفوية وإمبراطورية شرقية، وعلى النظير منها قامت أيضًا تركيا بزرع جماعات الإخوان المسلمين ودعمهم وتجنيدهم وتوزيعهم في بعض الدول العربية لتنفيذ هدفها هي الأخرى وهو استعادة الخلافة العثمانية المزعومة، وريثما تتمكن تلك الأحزاب والجماعات من السلطة ستكون تابعة لكلا الدولتين لتمتص مقدرات وخيرات الدول العربية مقابل منح سلطة صورية لتلك الأحزاب وجماعات الإخوان الحالمة بالسلطة السياسية وبالتالي استعبادهم في نخاسة السياسة.

أعتقد أنه بات بشكل جلي للمتابع العربي نوايا وأهداف القوى العثموصفوية وأطماعها في العالم العربي الذي نجحوا في جعل أبناء الدولة الواحدة يتناحرون حتى الموت لتمكن أذرعها وبسط نفوذها وسلب مقدرات العرب التي لا تزال مواد خامًا يسيل لها لعاب كل طماع.

إن العالم العربي بدوله وخيراته ومقدساته الإسلامية وإرثه أصبح هدفًا لقوى التحالف التركي الإيراني اللذين يستخدمان قطر كيد عربية توغل طعن خنجرها في ظهر أبناء عروبتها، ولا شك أنهما سيبتلعان ما تبقى منها كأول طعم أن تحقق لهما مرادهما وستختفي من الخارطة وإن لم يكن سيستنزفانها حتى انتهاء الصلاحية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store