Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد حسن فتيحي

إللي ما يرضى بقديمه..!

شمس وظل

A A
يا سلام..

صاح في بهجة ورضا عن طعم ما يأكل..

قال لها.. تسلم يدك.. طعم لذيذ.. وعمل متقن..

قالت له.. للحق.. «لست أنا من طبخ.. هذه زميلتي في الجامعة.. ما تزوجت.. وعملت مطبخ صغير تبيع فيه ما تطبخ»..

تكررت الواقعة.. وهو معجب بالأكل الذي كان متعته.. وهي تقول.. زميلتي..

سأل عن زميلتها وبيتها.. وتقدم لخطبتها..

تزوجها لينال الطعام الذي يحب..

تفاجأ بأنها لا تملك طعم الأكلات.. ولا جمالاً يمكن أن يعوِّض..

واتضح له أن العاملة لديها هي التي تطبخ..

عرفها وكاد أن يتقدم لخطبتها..

ولكن النظام يتطلب أن يحصل على تصريح..

فأوعز لها أن تسافر ثم يأتي لها بتأشيرة جديدة ومرتب أكبر..

وفعلاً سافرت ولم تعد..

وافتقد إلى الأكلات التي يحب..

سافر إليها بعد أن علم أنها فتحت مطعماً في مدينتها.. ومطبخها لا يطبخ الأكلات التي تعود عليها..

واسترجاها لأن تطبخ له ما كان يتناوله في مدينته..

طالبته بمبلغ أكبر مما يستحق ذلك.. عاد إلى مدينته يبحث عن أكلة كالماضي.. حتى وجد مبتغاه في مطعم صغير.. فأصبح يتردد عليه..

ذهب إليه كعادته.. فوجده مقفلاً باللون الأحمر.. وعلم أنه مخالف للاشتراطات الصحية..

أضرب عن الطعام.. ليعود إلى بيته القديم الأول..

قائلاً.. إللي ما يرضى بقديمه يتوه..

عندما يبدأ الأكل يقول دائماً.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون..

سمعته.. قالت له.. هل نحن مصائب؟..

قال.. لا.. وإنما أعزي نفسي.. أقول لها اصبري أيتها النفس.. لعل الله يكرمك بما يشبعك..

يرحمه الله.. مات بحسرته..

ولم يجد ما يرضي نفسه..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store