Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد حسن فتيحي

لها يوم

شمس وظل

A A
ينام طويلاً.. ويلوم كثيراً..

تُسَرُّ لنومه.. وتقول إنه عبادة..

جافاه النوم.. فأخذ يلومها على مجافاة النوم له..

وإذا نام أطول مما تعود، يلومها على أنها لم توقظه..

ضاقت باللوم المتواصل..

وفقدت ثقتها بتصرفاتها وأقوالها..

لم يثنِ يوماً على أدائها.. ولا أعمالها.. ولا جمالها.. أو أناقتها..

لا يرى هذا كله..

قالت لأمها بعد أن طفح الكيل..

شرحت لها صبرها عليه وتفانيها في خدمته.. وعدم تقديره لها..

ضحكت أمها..

قالت لها.. لقد كنت لوَّامه مع أبيكي الله يرحمه..

ولم يجانبني اللوم والنوم إلا عندما أحضر أبوكي ملابسًا جديدة له على غير العادة وبعدد أكبر..

ولم أعرف منه لماذا أحضرها..

وكان يعتني بها ويبخرها ويعطرها..

وعندما أسأله يقول.. لها يوم..

وتساءلت وقلقت.. ولمتُ وتضايقتُ..

وكان ينظر إليَّ.. ويهز رأسه.. ويلوح بيده ويقول.. لها يوم..

سألت أخته.. قالت إنها علمت أنه سيتزوج..

فأخذتُ في معاملته بلطف وبدون لوم..

اعتنيت به كثيراً..

أخرجت له ملابسه الجديدة..

قال.. ابقيها.. لها يوم..

لقد كانت تلك الجملة تثيرني..

اعتدل حالي..

فلا نوم.. ولا لوم.. مريحة.. حتى مات..

كتب لي قائلاً.. تصدقي بملابسي التي أحبها.. لعلي أنال البر بها.. فقد كانت خيراً لي في دنياي بفضل الله.. فأحببتها.. تصدقي بها.. فهذا يومها..

ذهبت ابنتها إلى بيتها وأخرجت أجمل ملابسها ووضعتها في دولاب مخصوص.. وبخَّرتها وعطَّرتها واعتنت بها..

سألها زوجها.. ما هذا؟..

قالت.. ليوم سيكون..

استمرت على نهج أمها..

قالت.. لهم يوم.. انقطع عن اللوم..

لا يسأل ولا يبحث..

واعتدل..

فلا ينام كثيراً.. ولا يلوم.. وأصبح حنوناً..

دائماً تقول.. الله يجزيكِ خيراً يا أمي.. فقد اعتدل وارتحنا من العناء..

قالت.. قولي الله يرحمك يا أبويا.. فقد علَّمتَ أمي لتعلمني..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store