Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الشاعر الذي دعاني وحذرتني قصيدته!

الشاعر الذي دعاني وحذرتني قصيدته!

إضاءة

A A
أصر صديقي الأعز الشاعر محمد الشحات على أن نلتقي فور وصولي للقاهرة، فما بيننا مساحة من الحب والوجد تمتد لنحو ثلاثة عقود. ولأنني من عشاق شعره، الذي أجد فيه نفسي، فقد

طلبت منه، أن يزودني بجديده، على سبيل «التصبيرة» لحين لقائنا في «الأخبار» أو في «النقابة، أو على «المقهى» وكانت المفاجأة!

زودني الصديق الشحات بقصيدة تتناول حتمية التباعد الاجتماعي.. خطورة التصافح والعناق، ووعورة التجول في شوارع القاهرة، مهما كان الشوق للرفاق!

قال لي صاحبي، وهو يغلق هاتفه.. لن يحق لوجهك، أن يلتقي أي وجه، فلابد أن تتخلص، من رغبات التصافح، أن تتخلص من لحظات العناق، وأن تحبس الشوق في رئتيك، عن الأهل والصخب، والعائدين إلى الملتقى، بعد طول غياب!

قلت، لعل الشحات يبدأ بهذه الأبيات، قبل أن يدعو للقاء مهما كانت الأسباب! لكنه كان يقول:

وحين ترى ما تراکم فوق ملامحهم، من هواجس، فاترك لهم فسحة كي يفروا، من الموت، فالموت يجلس مبتهجة، قاب قوسين صار، ودار، فهذا زمان التباعد! ۔

وبحسم شديد، شككني في رغبته في رؤيتي حيث قال الشاعر الكبير: ليس يحق لأقدامك السير في الطرقات، ولا في التجول بين ربوع المدينة، فاجلس ببيتك وانظر إلى حائط، لم تعره اهتمامك يوما، فصاحبه، عوضا عن صحابك، وارسم على وجهه،

شارعا، ومقاهي وبعض الحوانيت، وارسم نواديا، وحافلة إثر حافلة تتقاطر، فوق الطريق الطويل، وإذن نلتقي بالصحاب،

وفي كل يوم إذا ما صحوت، أرتدي ځلة للخروج، وأقطف من شرفتي وردة، وأخرج للشارع الحائط، وأمرځ؛

والحق أنني مع استمتاعي بإيقاع القصيدة، وتأملي لكل ما حفلت به من صور صارمة وجميلة قررت مغادرة القاهرة، حيث سألتي الحبيبة: متى تعود؟! وكنت أواصل مع صديقي الحبيب! |

إذا ما أردت التنزة ليلا.. سأجلس قرب النوافذ..سوف ألوح اللعابرين.. وإذا ما أردت مجاملة سأصافحهم، وأحاذر إذ ما نظرت بأعينهم، أن يحسوا امتلاكي لنهر الطريق، فهذا جداري جزء من البيت، قد صار بيتا وعاصمة، ومقاهي وأندية!

أفقت على هاتف في جواري، وصوت صديقي ينبهني، كيف أمضي وقتك؟ فقلت هناك! في رحاب الحبيبة!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store