Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

حراس الأمن (الحلقة الأضعف)..؟!

صدى الميدان

A A
* هذا هو التوصيف الملائم لما يعيشه حراس الأمن (السكيورتي) من واقع معاناة أبداً لا يليق بهم، فمع أهمية دورهم، وما يوكل إليهم من رعاية الأمن في أي منشأة، فضلا عما يحملونه من مسؤولية كبيرة عن كل شاردة وواردة فيما يتعلق بضبط النظام، واستتباب الأمن، والعين الساهرة، التي لا يُقبل منها أن (ترمش).

* مع كل ذلك فإن واقع المعاناة التي يعيشونها أكبر بكثير من العائد المادي عليهم من وظيفتهم، وعليه فما من غرابة أن يعبرون بكل الحرقة عن تلك المعاناة بصوت (المقهورين) مما يجدونه من هضم لحقوقهم، بل وصل الحال بالبعض إلى أن يؤخر رواتبهم دون أي مراعاة لهذا الإنسان الذي (يكد) على أسرة ينتظرون منه على (قُل) ذلك الراتب أن يأتي لهم بكل شيء، ومع ذلك يعود إليهم صفر اليدين، والسبب مدير يطالبهم بما له، ويماطل بل، ويبخسهم فيما لهم.

* وهنا لا أنسى مشهد أحدهم، وهو يتحدث بكل ألم عما وجده من رد عندما ذهب ليقبض (راتبه)، وعبارة: راجعنا بعد العيد، فأي إنسانية هذه التي تُصادر حقه مرتين: مرة في عدم صرف راتب حل استحقاقه، ومرة في مصادرة حق أسرة أن تفرح بعيد الأضحى، وهي لا تجد سوى ذلك الراتب، الذي تحول إلى معاناة حتى في استلامه

* وعن الراتب الذي يتقاضاه حارس الأمن، فهو راتب زهيد إذا ما قسناه بطبيعة العمل، ومسؤوليته عما وراءه من رعاية أسر، وسداد مستحقات كثيرة، يكفي من أي أحد؛ ليقف على حجم تلك المعاناة أن يسأل أقرب حارس أمن عند أي منشأة؛ ليعرف منه كيف الراتب معه، في وقت يُفترض أن يكون لهم من البدلات ما يشد ظهر الراتب، ولعل من أهم تلك البدلات (بدل العدوى)، وهم يقفون يومياً في الخطوط الأمامية، وعليهم في ذلك كامل المسؤولية.

* يقفون عرضة لكل شيء، ويجب عليهم أن يتعايشوا مع كل الظروف، حتى لو تطلب الأمر أن يقف أحدهم في منتصف النهار في شدة الحر مستكثرين عليه (مظلة) تقيه من حرارة الشمس، ثم إذا حل موعد راتبه، لم يجد إلا وجوهًا متجهمة، وكأن ذلك الراتب (المستحق) سوف يهز ميزانية المنشأة، دون أي اعتبار لهذا الإنسان، لدرجة أن وصل الحال ببعضهم إلى أنه لم يعد بيده إلا أن (يبكي)، فنعوذ بالله من قهر الرجال.

* إن مما يجب عدم إغفاله أن (حراس الأمن) يعانون، وخلف كل فرد منهم قصة مختلفة من المعاناة، لم يجد معها إلا أن يعمل في هذا المجال، وجدير بكل من ولي من أمرهم شيئاً ألا يجمع عليهم عسرين، وكما يتم توقيعهم على عقود في مجملها تحملهم مسؤولية كل شيء كطبيعة عمل، فإن من الإنصاف أن يُراعى في ذلك: الراتب المجزي، والبدلات الملائمة، وكل ما من شأنه أن ينقلهم من واقع الحلقة الأضعف إلى الأقوى، وبكل تأكيد فإن عائد الفائدة من وراء ذلك الإجراء إذا ما تم (بقوة النظام) على الطريفين، وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store