Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

اتفاقيات زواجات (الباحة)..!

صدى الميدان

A A
* كم هو رائع أن يتسابق أهالي منطقة الباحة في توقيع اتفاقيات تيسير الزواج، بعد عقود من تلك المبالغ التي أُهدرت على مظاهر ما أنزل الله بها من سلطان، ولكنها المباهاة، ولزمة (كما الناس)، التي أثقلت كاهل الجميع، وبما أدخل الكثير من الأزواج في معاناة الديون والأقساط؛ لأجل مسايرة ضغوطات: (أنت ودك تضحِّك علينا الناس).

* تلك اللزمة البائسة، التي تولى كبرها (نون النسوة)، فأصبح ميدان السباق ماهي الحفلة الأفضل، والزواج الذي وصل فيه الدسم المرفق، وأنَّى لأحد أن يصل إلى ذلك، والعيون فارغة، حيث لابد من (ما سوى شيء) حتى لو أفنى الرعية على جلابها، والسبب سباق أفضلية في سراب.

* بذخ في قاعة النساء خاصة، ومظاهر أدخلت الكثير من أزواج (يا فتاح يا عليم) في معاناة لا قبل لهم بها، سيما مَن راتبه محدود، ويا كثرهم اليوم أولئك الذين زاحمتهم في عش الزوجية من أول ليلة هموم الديون، والسبب ساعات يدفع فيها ما هو وزوجته أولى به، هذا دون أن أغفل حفلات (الملكة) التي وصلت حد حفلات الزواج، إلا أن العروس تعود إلى بيت والدها، فضلاً عن حفلات توديع العزوبية، ومزايدات تطعيم عقود الورد بالعملات النقدية، والقلائد الذهبية.. إلخ وهاتك يا صرف على حفلات ليست أكثر من مظاهر تقليد، ومزايدات أوصلت الكثير إلى واقع معيشي صعب بعد الزواج.

* ثم جاءت جائحة كورونا بميلاد تنظيم كان خيراً في رحم ذلك الشر، فيا سبحان الله، كم أحدث هذا الوباء من تغيير فيما كان يحدث في حفلات الزواج تحديداً، ولا أستبعد أن يكون ما كان يحدث من بذخ وإسراف سبباً من أسبابه، فتمت الزواجات بأيسر التكاليف، وتمت الحفلات في أضيق الحدود، في زواجات تتسق ومفهوم (البركة) الواردة في حديثه صلى الله عليه وسلم: (أكثر النساء بركة، أيسرهن مؤونة).

* ولأن الجميع استحسن ذلك، ورآه (الصح)، بل ما كان يجب القيام به من زمان، بادرت الكثير من قرى منطقة الباحة إلى توقيع اتفاقيات تيسير الزواج، التي توثق العزم على عدم العودة إلى عصر مضى من تلك التكاليف والمظاهر، وفتحت تلك الاتفاقيات المجال أمام من أحجم عن الزواج؛ لضيق ذات اليد أن يُقدم محفوفاً ببشارته صلى الله عليه وسلم له (بالبركة) بل سوف تسهم بإذن الله في المنظور القريب في معالجة أزمة (العنوسة)، التي كانت تلك التكاليف الباهظة من أهم أسبابها.

* وإنني إذ أشيد بكل تلك الاتفاقيات، فإنني في ذات الوقت أدعو من لايزال متردداً أن يلحق بركب المبادرين، وأن يصيب سهماً في تلك (السُّنة الحسنة)، التي ما بعدها هو التحدي الحقيقي، حيث إمضاء تلك الاتفاقيات دون تردد أو مجاملة، وعدم النظر لمن عارضها أو من حضر مباركاً لها وفي ذات الوقت ليضع في طريقها ما يثير العوالق في أجوائها، كما هي دعوى التكافل، الذي لا أجد ما يمنعه، فقط ضعوا تلك المبالغ في جيب العريس، وشاركوه الفرحة مباركة ومشاركة عن بُعد، إلا إذا كان ذلك التكافل لا يجدي في نظركم إلا على صوت المزمار، ونقع الزير فذلك شأن آخر، وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store