Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

التموينات الغذائية لرحلة الحج النجدية!!

بانوراما

A A
تتطلب رحلة الحج قديماً الاستعداد التام، لأن السفر بغرض الحج فيه مشقة، لندرة المياه والغذاء في الصحاري والتعرض لبرد الشتاء وحرارة الشمس، ناهيك عن عدم الأمان بسبب كثرة قطاع الطرق، من أجل ذلك حرص الحكام والولاة على تأمين طرق الحج. كانت شبه الجزيرة العربية قبل توحيدها علي يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله عبارة عن إمارات تسودها الفوضى وعدم الاستقرار، وبسبب سوء الأوضاع المعيشية في ذلك الوقت، كان الغزو والنهب على من يمر بالقرب من مضارب القبائل أمراً مألوفاً، من أجل ذلك كان أقرباء الحاج يودعونه عند نيته أداء فريضة الحج وداع الفراق بسبب العناء الذي يقابله الحاج في رحلته والتي تستغرق في العادة أشهراً.. لذلك يبدأ التجهيز للرحلة بوقت طويل، وذلك بتفقد احتياجات الرحلة من غذاء ودواء وملابس ودواب.. والغذاء يعد أحد أهم الأشياء التي يحتاجها الحاج في رحلته، وغالباً ما يكون نوع الأغذية يتميز بالقيمة الغذائية العالية ويفضل أن تكون سهلة التخزين والتحضير.
في كتاب رحلة الحج النجدية في عهد الملك عبدالعزيز (1902م-1926م)، ذكرت المؤلفة: إن الأغذية التي يحرص الحجاج النجديين على اقتنائها عند أدائهم رحلة الحج في تلك الفترة، التمر الكنوز الذي يشكل الغذاء الرئيسي لأهالي نجد، وقرص الخمير: يصنع من القمح المخلوط بشيء من البزار الأصفر والحبة السوداء. والجراد المجفف والمسلوق: وهو طعام جاهز للأكل وتعتبر قديماً من الأطعمة المفضلة عند النجديين. والكليجا: وتصنع من دقيق البر المخلوط بالعسل إضافة الى بعض التوابل، وتوضع في تنور خاص. والوشيق: ويسمي أيضاً بـ(القديد)، وهي لحوم الأضاحي التي تقطع ومن ثم تعلق في حبال لتجفف وتستخدم وقت الحاجة.. وذكر الشيخ حمد الجاسر في رحلته للحج سنة (1348هـ)، أنه قام ورفاقه بطبخ بعض اللحم وعزل الآخر؛ ليكون وشيقاً، أو قديداً مملحاً. الأقِط يتخذ من اللبن المجفف: يعد تناوله مع التمر غذاءً كاملاً، يعيش عليه الحجاج في وجبات النهار. الشعثاء: عبارة عن تمر يخلط بالأقِط بعد ابعاد النواة ويوضع عليه السمن. ويتزود الحجاج أيضاً ببعض الأطعمة التي تحتاج الى بعض الوقت لإعدادها اثناء الاستراحة في محطات الرحلة أو اثناء تواجدهم في مكة مثل: الجريش وقرص الجمر والسمن البلدي وأخيراً القهوة والهيل والتي لم تكن متوافرة بكثرة في ذلك الوقت حيث كان الحجاج يجلبونها معهم من مكة في رحلة العودة مثلها مثل السكر والشاي. وبالنظر الى مناسك الحج قديماً ونقارنها بذات المناسك في وقتنا الحاضر نجد الكثير من المتغيرات في طرق وأماكن الحج، فحالياً يأتي الحاج بدون أي مشقة ولا يحتاج الي أي تموين يجلبه معه، فالحمد لله أن مكن لبلاد الحرمين، قيادةً رشيدةً تسهر على خدمة ضيوف الرحمن.  
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store