Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

ورحل تميم.. ذاكرة نادي مكة الأدبي

A A
بغصات ألم الفقد ودموع الحزن نعى نادي مكة الثقافي الأدبي أيقونته في العطاء الثقافي الاحترافي الأستاذ الفاضل تميم خالد الحكيم مساء الأحد ١٠/ ١ / ١٤٤٢هـ ليكون يوم حزن متوافقاً مع يوم ٍ عظيم من أيام الله وهو‏ يوم عاشوراء..

نعم انتقل إلى جوار ربه الكريم بعد عمل وكفاح لأكثر من أربعين عاماً قضاها هذا الرجل السوري الاصل، المكي النشأة والانتماء .. في خدمة مكة في ميادين الثقافة والاعلام، وميدان الصحافة وهي مهنة لا تغني و لا تسمن من جوع.. ولكنه شغف المعرفة والاستقصاء الذكي هو الذي يحرك وجدانه فيبحر في ميادين وبحور الثقافة، وبمجدافه الرشيق يصنع التقارير الإعلامية وخلاصة الندوات والمؤتمرات ويحولها شهداً من الأخبار والبيانات. ‏

لقد عمل ذاك الفذ في نادي مكة الثقافي الأدبي، فهو قطبه المحرك وعينه الأمينة.. فلا يخفى على حصيف أهمية الإعلام في أي مجال وكما قال رئيس نادي مكة الثقافي الأدبي د. حامد الربيعي: «لقد فقدنا ذاكرة النادي وقلبه النابض وصوته المتناهي بالجمال»‏‏.

نعم هذا الرجل الفاعل الصامت بابتسامته المشرقة المعهودة مع من يعرفه ومن لا يعرفه ينجز ما ‏ينجزه عشرة رجال.

لن تنسى ذاكرة مكة عمله في الحراك الثقافي المسرحي حينما كان معلماً‏ في مدارسها الثانوية حيث وضع أساس المسرح المدرسي بنصوص مسرحية وإخراج وسيناريوهات وحوارات متنوعة.. بل إنه حينما نظمت جامعة أم القرى حفلها المسرحي بتاريخ ٢٤ / ١٢ / ١٤١١هـ تضمن الحفل مسرحية تتحدث عن الاحتلال الغاشم على دولة الكويت وحملت عنوان (عاقبة الظلم) وكانت من تأليف وإخراج الأستاذ تميم الحكيم -رحمه الله تعالى-‏‏ وكان من ضمن الشخصيات الوطنية في المسرحية طلاب الجامعة ومنهم د. عدنان الصغير..‏ الذين شهدوا أنه كان لهم المعلم والقدوة في الإبداع والتعبير عن الانتماء الوطني.‏

بل هو من أشرف على تأسيس المسرح في نادي مكة الثقافي الادبي وهو (مسرح الأديب أحمد ‏السباعي) في آواخر رئاسة الشاعر المكي الشيخ ابراهيم فودة.. كما أشرف على الدورة الثالثة للفنون المسرحية في النادي عام ١٤٠٩ والتي بدأت بندوة عن (دور الصحافة الفنية في تشجيع المسرح المحلي) وشارك فيها نخب ثقافية ومنهم أ. عدنان جستنية، د. عبد الله عطاس، ‏و أ. محمود تراوري و أ. سهيل طاشكندي.

كانت هناك محطات أخرى في حياة هذه القامة الصحفية الإعلامية وهي عمله في صحيفة الندوة وكذلك في مؤسسة جنوب آسيا في الإعداد للحوارات الصحفية في مجلة (الأهلة) والتي كانت منبراً ثقافياً وعلمياً بارزاً.. حيث يُدهشك اختياره للشخصيات وأسلوب طرحه للأسئلة المستمدة من عمق‏ ثقافته، فهو يستخرج كنوز الثقافة من الشخصية.. وقد تشرفت باستضافته لي في الندوة في حوار مطول عن الطوافة وعمل المرأة المطوفة..‏

لن ينسى النادي وقفاته الكريمة في الفعاليات والأنشطة ومنها في حفلات جوائز النادي للتكريم ‏وهي جائزة الشعر ، والقصة القصيرة، والرواية، والدراسات التاريخية والحضارية لمكة المكرمة، وفِي حفل النادي السنوي لتوقيع الاصدارات الجديدة.. كما أنه أحد المشرفين والمراجعين لإصدارات النادي ومنها (مجلة مكة الثقافية) التي يصدرها النادي. وله دور بارز فِي المؤتمرات مثل مؤتمر : (الثقافة والاعلام.. توافق.. تضاد.. تكامل) عام ١٤٣٥هـ ..‏

كما كانت مشاركاته في لجنة العلاقات العامة والإعلام لبرنامج (كيف نكون قدوة) أثر في نجاح البرنامج بالإعداد للهدايا والدروع والتغطيات الصحفية القيمة.‏

رحم الله هذه القامة الإعلامية الثقافية الشامخة.. نعم رحلت يا أبا نعيم إلى جنة النعيم بإذن الله تعالى لقاء ما قدمته من إخلاص ووفاء لمكة الحبيبة‏.. وبصمات حفرتها على قلوب الكثيرين.. رحمك الله رحمة الأبرار والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store