Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

القصبي وبيت التجار وذاكرتي

مزامير

A A
ذات ضحى من عام 2002 في بيت التجار، (الغرفة التجارية بجدة)، المكان الذي يزدحم بالبشر والطلبات والأمنيات والأحلام، بل وحتى خطط المعيشة، كانت لي قصة مع وزير التجارة معالى الدكتور ماجد عبدالله القصبي. أسترجعها مع القارئ اليوم هنا للتاريخ.. نعم للتاريخ.

نحن نرحل ويبقى التاريخ. هي حادثة تعود إلى ذاكرتي، بين حين وآخر، وأنا أرى كل هذه القفزات التي تحققها بلادي، لاسيما على مستوى حضور المرأة، وفاعليتها اليوم. إنها حادثة طريفة حدثت لي في بوابة مبنى غرفة جدة، ومع أمينها العام «القصبي» وزير التجارة اليوم!.

بدأت الحكاية حينما طلبت الجمارك السعودية من شركتنا (المختصة بالنظارات) تقديم إثبات لماركة جديدة نستوردها لأول مرة. تحمست وذهبت إلى الغرفة التجارية لعمل الورقة المطلوبة، لكن حارس غرفة جدة رفض دخولي للمبنى لأنني امرأة. حاولت معه، لكن إجابته كانت حاسمة «ممنوع دخول النساء»، وكان الاستماع لرفض الحارس يجعل ضغط الدم يعلو وينخفض. أتحدث اليوم عن واقع تاريخي تليد لتمكين المرأة في بلادي، ويزداد نبض قلبي إيقاعاً مع روايتها. أتحدت عن كيف تغيرت المنشآت الخاصة والعامة في تمكين المرأة السعودية ووصولها إلى أعلى المناصب.

الحكاية الأجمل في الحادثة، حينما وصل أخونا معالي الدكتور ماجد القصبي أمين عام غرفة جدة، بينما أنا أجادل الحارس وأحاول منه فهم مبررات رفض دخول المرأة، هذا المنع الذي استفزني نفسياً.

اقترب معالي الوزير اليوم (أمين الأمس) ووقف أمامي وسألني عن حاجتي، وأخذ مني الطلب، و عاد إليّ بعد دقائق يحمل الورقة المطلوبة من جمارك السعودية، بعد أن أنهى بنفسه احتياجاتها من التواقيع والأختام، دون سابق معرفة.

مرّت الأيام وما زلت كلما أتذكر الحادثة كأنني أخرج صورة أثيرة أحتفظ بها في ظرف قديم. أستعرض التغير في تمكين المرأة بإسهاب من ذاكرتي.

مرت أعوام تسعة لنبلغ العام 2009 فألتفت حولي لأجدني أجلس، وزميلاتي، إلى جوار الدكتور ماجد القصبي على طاولة اجتماع مجلس إدارة غرفة جدة، بينا يمر شريط ذاكرتي أمامي يعيد إليَّ تلك العبارة المكتوبة بصلف «ممنوع دخول النساء». أبتسم وأحمد الله على تتابع هذه الخطوات المشرقة المسرعة لبلادي تجاه تمكين المرأة.

سنوات طويلة مرت على تلك الحادثة، التقيت بعدها بـالوزير (ماجد القصبي) مرات عديدة، وقد ظل ماجد خادماً لوطنه ومجتمعه منذ كان، وما زال الأمين على ذاكرتي!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store