Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

في بريدة حياة أخرى

A A
قضينا يومين ونصف في بريدة، بدعوة كريمة من غرفة القصيم.. وقد لبسنا القفازات البلاستيكية والكمامات، والتزمنا بمسافة التباعد حذرًا.. وقد سبق لي أن زرت مدينة بريدة عدة مرات، لكن في هذه الرحلة، وجدت أنه قد فتحت فيها مشاريع مميزة لشباب سعوديين طموحهم عنان السماء.

واتضح لي ببساطة أن مشاريعهم بحاجة إلى دعم من كل الجهات الحكومية، ووزارة السياحة بالذات.. ولعل أحد هذه المشاريع المميزة، وغير المكررة ما رأيته من تعامل مع الطبيعة (الطيور والأشجار)، حيث يشرح عبدالرحمن السبيعي أحد الشباب السعودي الخلاّق مشروعه بطريقة جاذبة، حيث الوعي والإدراك العملي لمشروعه، ويتحدث عنه بطريقته الكلامية المميزة ولكنته المشوّقة.. والحقيقة أنه ليس كثيرًا أن تجد صاحب مشروع يعرف تفاصيل التفاصيل الصغيرة عن مشروعه.

في هذا المشروع، تعرّفت على أنواع من الطيور الملونة النادرة، كذلك تنوع الأشجار الذى يحفظ أبو نورة فائدتها للبشر، إضافة لكونها للزينة.

عندما يشرح مشروعه يثري الحياة، ويسهم في عطرها ويمنحها معنى جديدًا.

استهوت الطبيعة الشاب عبدالرحمن، بل عشقها، وخلق منها قصصًا وأساطير.. جاء ذلك نتيجة رحلته بالدراجة، حيث جاب مدن المملكة والخليج، ويحتفظ بذلك في مشروعه.. يتابع رحلاته ليتعلم كيف يبنى كوخا أو مغارة مثل "تلانتس".

الشاب السبيعي إنسان متصالح مع الأيام، مبدع، فنان تشكيلي، بل معلم بكل معنى الكلمة.. يشاركه في هذه المشروع شباب يحلمون بنسخ هذا المشروع في مدن المملكة، بل يطمحون أن يكون له نسخًا خليجية.

من زار مدينة بريدة، ولم يتناول إفطاره في حديقة "تلانتس" (المواهب) فقد فاتته البساطة والفن والحياة والروح التي تسكن أي عاشق لمشروعه.. شرح ابو نورة لمشروعه يختلف عن كل ما يكتب، فهو لا يطير في الهواء، بل ماس وعسجد ونور منير، متعة من التجارب والتعلم من الصواب والخطأ في المشاريع الناشئة.. أليس تلك هي متعة الحياة؟.

ما أكتبه اليوم عن المشاريع التى زرتها ليس تاريخًا، فالتاريخ إن كتب عنهم لا يكتب في مقال.. ما أكتبه عنهم هو فقط للتأكيد على أهمية دعم شباب اليوم.

عدة مشاريع جمعتها من ثمار شجرة الإنسانية، حلقت في أجوائها بالمعايشة والتأمل والتأثير.. دعم الشباب هو غرامي وقضيتي وحوارعمري ونبض قلمي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store