Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تخير من تحب

تخير من تحب

A A
عتمة وظلام حائك وحال زائل، حال انقلب بين ليلة وضحاها وكأنه صندوق مظلم.. كورونا القاتل الخفي خاطف الأرواح خطف منا حريتنا وأحباءنا فهل هو عقاب أم انه عبرة لنا؟

على مر العصور طغى الإنسان في الأرض وظن أنه الدائم كأنه يملك العصا السحرية وما هو إلا عابر بمحطة الدنيا فنحن بين حال حضور وغياب.. تغير العالم وظهرت الحقائق وفي وقت الشدة يظهر لنا الصديق والحبيب والقريب من الغريب.. قد تؤلمنا الشدة ولكنها تزيل الغشاوة عن أعيننا.. قد يظهر لنا الكثير من المحبين وقت الرخاء ولكن نادرون وقت الشدة.. نعم.. أزيلت الأقنعة من الوجوه وانكشفت كم كان ذلك مؤلمًا، كان لي صديقة تعلقها بي غير عادل كنت لها وكانت لي كل شيء.

في فترة كورونا مرض والدي مرضًا شديدًا وفي هذا الموقف بدأت أشعر كأن جزءًا من قلبي قد توقف ولم استطع أن ألم شتات أمري أو حتى أن أصفي ذهني، كان الخيار أمامي إما أن أساعد نفسي كي أنجو أو أن استمر بأن أفضل غيري على نفسي، كانت طاقتي محدودة وقتها فأخترت نفسي.. كانت تتصل بي كعادتها ولكن لم استطع الإجابة، كنت اختنق، بررت لها عدة مرات ولكن لم تكن تفهم، بدأت تفكر بطرق هستيرية وكانت ترسل لي رسائل صوتية عن كم انها حزينة لفراقي، لم تكن تفهم انني اتألم، لم تكن تعي صعوبة الموقف.. بعد ذلك بدأت تعود لي قوتي وقررت حينها أن التفت لنفسي أكثر وأن لا أفضل أحدًا عليها فيجب أن أجهز دائمًا مشاعر مناسبة لمثل هذه المواقف الصعبة.. وقررت أن أعود لهواياتي بعد أن تركتها من سنوات، بدأت أرسم، أقرأ وأكتب مجددًا، وجدت في نفسي السعادة الحقيقية وخففت كل ألم بانجاز عظيم.. حينها بدأت تظهر أبشع مظاهر الغيرة ليظهر ما كان بداخلها على مدى سنوات، وحجر كورونا أظهر الحقيقة.. حال الدنيا منقلب ولا شيء يبقى على حاله، عش اليوم بكل تفاصيله الجميلة وإن ضاقت بك الدنيا فالجأ لله، عش لنفسك وضم لحياتك من يستحقونك ولا تقبل بالقليل، وكن على يقين تمامًا بأننا في دنيا متقلبة، فالدهر يومان، يوم لك ويوم عليك، كن لنفسك الحبيب والرفيق والصديق، كن لنفسك كل شيء وتخير من تحب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة