Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

أشجار الصدق..!!!

همزة وصل

A A
مرارة التنقيب في صدور الكاذبين والتجول في دوراتهم الدموية ومشاهدة صفحات وجوههم الكالحة هو اكتشاف مر وحامض لمشاهدات مؤلمة جدًا، وكثيرون هم الذين يمتهنون الكذب والتلبيس معتقدين أنهم أذكياء في زمن لم يعد بإمكان أحد أن يخدع أحدًا أو يغش أحدًا!! لكن المؤلم حقًا هو أن تجد الطعنة من رجل كنت تعتقد أنه الصديق الذي يستحيل أن يقدم لك سوى الصدق، وما أظن كلمة (لا) أستطيع هي كلمة ثقيلة بل هي حقيقة خفيفة جدًا وصريحة أكثر من تلك المفردة الشائعة الاستخدام بيننا وهي «ابشر» والتي يستخدمها الكثير بسوء نية والبعض القليل بحسن نية بحجة التخلص من الضحية والذي ربما تكون دفعته الحاجة للاستعانة بالآخر لأنه ببساطة كان يعتقد أن مكانته عنده هي أكبر من التسويف وأعظم من الهروب..

ليس هذا في ميدان الحياة سوى واقع نعيشه في المدن المعلبة والتي غيرت كل شيء وتبدل فيها كل ما كان وكنا نعيشه في حياة رائعة، فيها الصدق صورة، والمحبة حياة، والصداقات والعلاقات الإنسانية لوحة مرسومة بيد فنان ماهر، صنع خلف نقوشها وطقوسها واستداراتها تضحيات وصورًا فاتنة، كل لوحة فيها أجمل من الأخرى بكثير وكلها تعتمد على الصدق الذي يظلل الحياة كشجرة «نيم» ضخمة تسكن المكان بشموخ وترش الأرض ظلاً وهيبة وكرامة، جمالها يشبه إلى حد ما واحة يتشابك الصدق فيها وينتشر بين الجيران والسكان كتشابك أغصانها في ألق مثير للدهشة، والسبب في ذلك يعود إلى الأرواح التي تتقن الصدق (لا) أكثر..

(خاتمة الهمزة)... حينما يكون الصدق هو برنامجك الحياتي ثق تمامًا أنك تسحب الأرض تحت أقدامك وتمضي نحو العمق إلى فرح أكيد (لا) مكان فيه للأحاسيس المتظرفة والمتناقضة.. وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store