Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«الأطاولة ».. قرية تراثية بعبق عصور التاريخ

«الأطاولة ».. قرية تراثية بعبق عصور التاريخ

A A
تزخر منطقة الباحة بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية والتي تعبر عن فترات زمنية مختلفة مرت على المنطقة تشكل كل منهما معلمًا أساسيًا من معالم المنطقة الأثرية وتشير الدراسات الأثرية إلى أن تاريخ المنطقة يعود إلى العصر الحجري الأوسط القديم، كما تزخر المنطقة بالعديد من المواقع التراثية والتي يميزها كثرة قراها وحصونها التراثية ذات الطابع المميز التي تعكس الهوية العمرانية المحلية الظاهر في أسلوب بنائها المتناسق مع البيئة الجبلية والغابات والمدرجات الزراعية، وتشتهر منطقة الباحة بالعديد من الحرف والصناعات التقليدية التي توارثها سكان المنطقة عن أسلافهم وهي تعكس في مجملها قدرة الإنسان عل الإبداع والتعاطي مع معطيات البيئة المحلية وتوظيفها خدمة لاحتياجاته ومتطلباته، وقد ساعدت هذه الصناعات والحرف على توفير العديد من فرص كسب العيش لأبناء المنطقة وانتفاعهم بمنتجاتهم المختلفة، كما ينتشر الموروث التراثي غير المادي من فنون تراثية شعبية بالمنطقة وبشكل ملحوظ.

معلم أثري

وتعد قرية الأطاولة الأثرية، المطلة على الشارع العام الرابط بين الباحة والطائف عبر جبال سروات الحجاز، أحد المعالم الأثرية والحضارية في هذه المنطقة، بما يشتمل عليه من مبانٍ تاريخية قديمة. فهذه القرية تتربع على مجموعة من التلال بين واديين فسيحين يصبان في وادي بيدة، وينبع هذان الواديان من مسافة خمسة كيلومترات إلى الجنوب من الأطاولة ويتجهان إلى الشمال، ويدعى الوادي الغربي منهما بوادي قريش، كما تمتد طريق الباحة الطائف الرئيسة على المنحدر الغربي لهذا الوادي ويبلغ عرضه أربعمئة متر ويبدأ مجرى الواديين على بعد كيلومترين إلى الجنوب من البلدة، حيث ترتفع الأرض والطريق المارة بها نحو 100 متر بالمقارنة مع وادي الحكمان، وترتفع التلال الواقعة شرق الأطاولة نحو 100 متر عن مستوى الوديان، ويبلغ ارتفاع التلال الغربية 150 مترًا فوق مستوى وادي قريش وهي تمثل نواة الحياة السكانية في البلدة منذ عدة قرون، وتشتمل على مساكن من عدة أدوار مبنية من الحجر ومبان والمسجد والجامع القديم ومبنى أول مدرسة نظامية.



قرى أثرية

زوار هذه القرية يعبرون عن إعجابهم الشديد باهتمام وتطوير القرية الأثرية وتحسين الطرقات القديمة وإعادة بنائها موضحين أنهم لمسوا حرص أصحاب البنايات وأهالي الأطاولة على إبقاء معالم التراث على ما كانت عليه، مشيدين بدور الجهات ذات الاختصاص، خاصة أن منطقة الباحة تزخر بالعديد من القرى الأثرية في السراة وتهامة والبادية، كما أن أهالي الأطاولة أشادوا بما تقدمه الجهات المعنية للقرية وحيث إن الأطاولة تتميز بموقعها المميز. وعبَّر الإعلامي مسفر ناصر هطيل عن سعادته بما يحدث من تحسين وتطوير للقرية حيث إن قرية الأطاولة الأثرية من المواقع السياحية الرائعة لتميز موقعها المرتفع بوسط مدينة الأطاولة وإطلالتها على المدينة من كل الجهات ولقربها من الشارع العام طريق الطائف الباحة وتحوي عدة مبان قديمة ذات تصميم فريد ومنها حصن العثمان وحصن دماس وهذان الحصنان مكونان من عدة أدوار وكذلك وجود مسجد القرية الأثري القديم يتوسط الموقع وعدة مبان أخرى ذات تصميمات في البناء أثرية ونادرة ومن المتوقع في حال اكتمال إنشاء هذه القرية أن تكون مرجعًا تاريخيًا للسياحة وعاشقي التراث.

كثافة زوار

من جانبه أوضح رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالأطاولة الحسين بن عثمان أن قرية الأطاولة تشهد خلال الفترة الأخيرة أعدادًا كبيرة من الزوار من داخل المنطقة وخارجها حيث تتميز القرية بالعديد من المنازل القديمة وكذلك وجود متحف الشملاني داخل القرية والمدرسة القديمة والمسجد القديم ،ونرحب بجميع الزوار في هذه القرية. ويقول الزائر علي الزهراني: إن القلاع الأثرية والحصون والقرى الأثرية شاهدة على تاريخ منطقة الباحة، وتعتبر من أهم المعالم التراثية، وقد أعطت الحصون شكلاً جماليًا، خاصة بعد أن تم إنارتها بالألوان المتعددة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store