Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

خلاصات.. (من بلاط صاحبة الجلالة)

شذرات

A A
في إصدار أنيق يقع في 303 صفحات، يطوف معالي السيد إياد أمين مدني في بلاط صاحبة الجلالة الذي اختزل مساحاته المكتظة بالبريق والأضواء، وصخب وهموم العمل الصحفي، محدِّداً في مقدمته أن كتابه إنما جاء «لنشر ما أسهم به الكاتب حول المواضيع التي كانت محط اهتمام المجتمع في وقتها، وما أجراه من مقابلات صحفية ومحاولات طرح إجابات لأسئلة لعل بعضها مازال ماثلاً أمامنا».

جاء الكتاب في خمسة فصول أثراها المؤلف بعدد من الأطروحات الغزيرة التي سبق أن نشرها قبل عدة عقود في عدة صحف محلية..

وقد بدأ فصله الأول (كيف نتواصل) برؤى ذات عمق معرفي تناول فيه المؤلف عصر المعلومات الذي سيخلق فروقاً بين الإنسان الذي يعيشه وذلك الذي يقتات على فتاته!!، محللاً في فصله الثاني أطروحات عدد من المفكرين بدءاً بعبد الرحمن المنيف في (مدن الملح)، والدكتور غازي القصيبي مناقشاً معارضته لفكرة التزام الأديب، ليستعرض بعدها كتاب الدكتور أسامة عبد الرحمن (البيروقراطية النفطية ومعضلة التنمية)، إضافة إلى عناوين أخرى تناولت موضوعات ثرية بعمق معرفي رصين.

أما الفصل الثالث: (سجالات)، فقد تناول فيه المؤلف شؤون المال والأعمال والسعودة والتنمية الاجتماعية، متوقفاً بالتحليل والتنظير أمام ظاهرة رجال الأعمال والخصخصة ومفهوم التاجر.. وغيرها من المفاهيم الاقتصادية.

ومن الفكر الثقافي والاقتصادي، ينتقل المؤلف إلى فصله الرابع المعنون بـ(أسئلة)، مقدماً بالتحليل العقلاني إجابات عن أسئلة حائرة حول مفهوم الوحدة العربية، متوقفاً برؤية الخبير مع حادثة الحرم وموقف الغرب منها..

وكانت أبرز الإجابات التي قدمها السيد مدني تلك المتعلقة بـ(الحوار مع موسكو) والتي أكد فيها بالدليل «أن منطقة الخليج من أكثر المناطق حصانة ضد العدوى والعدو الشيوعي».

ويتجلى الجانب السياسي الواعي في هذا السِّفر الثري في فصله الخامس حيث نستطلع الحوارات الصحفية التي أجراها المؤلف مع عدد من القياديين والسياسيين آنذاك، بدءاً بالرئيس النمساوي كورت فالدهايم، وانتهاء بالرئيس الباكستاني ضياء الحق وقيادات المجاهدين الأفغان، فكانت تلك المقابلات -كما وصفها الراحل محمد صلاح الدين رحمه الله- من الأشياء النادرة في صحافتنا العربية.

لقد قدَّم المؤلف في هذا السِّفر الثري باقةً من القطوف الفكرية المتعددة، التي يلزم المختصين في كليات الإعلام التأملُ فيها والاستفادة منها ومعرفة عناصر المقال الصحفي التي تجسدت في كل محتوى فيها.

وكم نتمنى لو قام المؤلف بإهداء خبراته الثرة الى الجيل الحديث خاصة تجاربه في وزارة الحج التي ولدت قطاعاً جديداً مُهماً حتى أصبحت هذه الوزارة للحج والعمرة، إضافة إلى تجارب معاليه في وزارة الثقافة والإعلام التي تشهد ثراء معرفياً مشهوداً، ناهيك عن الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، هذا عدا دوره المؤثر في النهوض بمؤسسة عكاظ للصحافة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store