Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

محاصرة «الحلو» بالمشي!!

A A
في مقابلة مع شخص كويتي مصاب بالنوع الثاني من مرض السكري تحاشى تمامًا أن يذكر مرض السكري باسمه بل ذكره بخير وإنه «الحلو»، وهو صديقه الذي يتجاذب معه أطراف الحديث في حياته ويكفي أنه شيء يمكن التفاهم معه حيث إنه ليس كأمراض أخرى خطيرة على حياة الإنسان، كلامه هذا ذكرني بأحد الأطباء الإنجليز الذي أصر أمام الباحثين في بريطانيا أن يقول: ليس هناك مرض اسمه مرض السكري من النوع الثاني وأن هناك «متلازمة» هي متلازمة نقص (قلة) المشي وأنه يمكن محاصرته- أي السكري- بالمشي مما يجعل الإنسان في حياة عادية وهذا يحتم على من ابتلى بحب الحلو وأصر على أن يسكن جسمه ويسير في دمه أن يفهم آلية التعامل معه، فالعلاقة هنا بين ثلاثة مؤثرات، بين السكر (الجلوكوز) الذي يترسب في الدم نتيجة زيادة استهلاك المواد السكرية والنشوية والمؤثر الثاني هو الأنسولين الذي تفرزه خلايا بيتا البنكرياسية فإذا لم تكن كمية الأنسولين كافية لنقل الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم المختلفة فإن الإنسان يصاب بالسكري من النوع الثاني ويبقى الأمل معقودا بعد الله بأن يتخذ مريض السكري خطوات معينة تمكنه من خفض معدل السكر في الدم وهي المؤثر الثالث والمطلوب هو كثرة الحركة والتي يرى الطبيب البريطاني أن نقصها هو المرض (قلة المشي) وليس هناك شيء اسمه مرض السكر، وسواء اتفقنا معه على تسمية المرض أو اختلفنا فإن المضمون واحد وهو أن معادلة السكر من النوع الثاني حلها بيد الإنسان نفسه إن مشى وتحرك فإنه يحاصر الحلو ويقصيه ويبعده ويبعد عنه مضاعفاته الخطيرة التي يمكن أن تصيب كل الأعضاء والأنسجة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

ولعلي أختلف مع الطبيب البريطاني بأن مرض السكري من النوع الثاني يؤثر فيه وبشكل قوي كذلك كمية الغذاء السكري والنشوي، بالإضافة إلى «متلازمة» قلة المشي وزيادة الوزن معًا فعكسهما هما الوقاية والعلاج أي إنقاص الوزن وكثرة الحركة كما يذكر لي ذلك دائمًا البروفيسور والصديق الحميم المتخصص في علاج مرض السكر الدكتور سراج ميرة حفظه الله..

إن الرياضة عمومًا والمشي على وجه الخصوص يعتبر مدخلا جديدًا في تحسين الحالة الصحية للمريض جسميًا ونفسيًا ومحاولة العودة به إلى الحياة الطبيعية وهذا يقودني على أن أنبه على أهمية نشر ثقافة «المشي» للرجال والنساء على حد سواء فالسمنة- بوابة الدخول إلى مرض السكر- تسجل ظاهرة جسمية بين الأولاد والبنات في المجتمع الخليجي وتبني الرياضة كبرنامج في المدارس لاشك أن ذلك يخفض من نسبة انتشار مرض السكر في المجتمع، وبالتالي يوفر الصحة والمال فهل نفعل؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store