السلام عليكم قرائي وقارئاتي الذين يؤمنون بأن الحروف هي اللغة التي نتحدث بها مع أنفسنا ونحاكي من خلالها الآخر والواقع والعالم الذي بات كله يعيش في عالم مختلف، عالم التقنية الذي حوَّل البنان إلى لسان فصيح ينقل عنك كل ما يهمك بقلم (لا) يشبه القلم القديم الذي كان يتغذى على الحبر والأوراق الناصعة المملوءة باليقين والصدق والصراحة، القلم الذي ضيع القلم وارتاح من ثياب الماضي ولبس الحاضر وجمع كل المصادفات في مصادفة واحدة ولمسة واحدة تتحدث للملأ عبر أدوات التواصل الذي يسهر الليل ويلاغي السكون ويلبس النهار ويتشارك مع العالم الأحداث كلها بإصبع واحدة، هذا العالم الذي يغني دهشة اليوم وينبض بالأنباء وكأنه يسابق نبضات القلب، لكن المزعج حقاً هو أن بعض الناس (لا) يجيدون التعامل مع التقنية ويتعاملون من خلالها بجنون كريه مع الآخر الذي لو تفرغ لقراءة الرسائل الواردة إليه من كل مكان لبكى اليوم تعباً وتثاءب الأسبوع وجعاً ومات الشهر كمداً وهذه حقيقة موجعة!.
نعم كلنا يعيش ويتعايش مع الحاضر ومن خلال البث اليومي وعلى مدار الثانية مع أولئك الذين (لا) تقنعهم الجمل المقتضبة و(لا) الرسائل الموجزة لأنهم يكرهون الخروج من اليأس ويعشقون الثرثرة وتكرار الجمل حتى إن بعضهم (لا) يقرأ الرسائل التي في هاتفه مختصراً الوقت على نفسه وبلمسة يقوم بتحويل كل ما وصله إليك في ثوانٍ ليرتاح منها ويهديك منه بعض الإزعاج كامل الدسم ومن ثم يحمد الله ويبتسم للحياة التي مكَّنته من التواصل مع الأصدقاء!.
(خاتمة الهمزة).. مصيبة أن تكون الرسالة الثانية هي أقرب إلى النسخة الأولى من الرسالة الأولى والمصيبة الأكبر هو أن يكون المرسل إليه أكثر تلهفاً لقراءة الأنباء من المرسل الذي (لا) يجيد القراءة.. وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
