Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

ميلاد الهدى والمحبَّة رحمة للعالمين

A A
مع بدايات عامنا الحالي 2020، داهم العالم على غير ميعاد ضيف ثقيل الظل عدواني بكلِّ المقاييس. لم يترك أحدًا من خلق الله من شره وآثامه. نشر المرض والهلع، وألزم العامَّة والخاصَّة بيوتهم. حتَّى غرف معيشتهم، أغلقوا أبوابها بعد تطهير داخلها وما حولها من لمساته العبثيَّة. وبسبب الضيف ثقيل الظلِّ، تغيَّر أسلوب عيشنا ومعيشتنا وتسيير أمور اقتصادنا.

وإننا إذ ندخل بعد غد الشهر الحادي عشر من السنة 2020 سيَّئة الذكر، نرجو أن نراه يلملم نفسه، ليستعدَّ للمغادرة غير مأسوف عليه، ومخلِّفًا سمعة بغيضة كلَّما ورد ذكره، وما سبَّبه للبشريَّة من امتحان ومآس وآلام لم تخطر على بال أحدٍ وقت استقبالنا له مع مطلع سنة 2020. فقد تفاءلنا بالرقم كونه لن يتكرَّر لا في حياتنا ولا في حياة الأجيال القادمة. ولطالما اغتررنا برقمي الشهر والسنة اللذين أطلَّ علينا بهما اغترار طفل مدلَّع يعبث بما في يديه وحوله من تحف وهدايا، فيشوِّهها ويكسرها قطعًا قطعًا يستحيل إعادة تجميعها. وها نحن في شكٍّ من أمر واقعنا!

حالنا مع هذا الضيف ثقيل الظلّ والدم الذي ننتظر ساعة مغادرته بفارغ الصبر، هو الحال ذاته مع العديد من قوى الشر والعدوان التي لم تستطع صبرًا، وهي ترانا نرمم ما أفسده المغرضون والعملاء من تمزيق نسيج أُمَّتينا العربيَّة والإسلاميَّة بتعدِّيهم على ثوابت عقيدتنا الداعية إلى السلم والسلام والمحبَّة والتعايش بإخاء ووئام وعيش مشترك مع الأمم كافَّة يختارونه حسب عقائدهم وتقاليدهم ودياناتهم. وهو ما أكَّده الله جلَّ وعَلا في محكم كتابه. وإذ بعدد من العنصريين يصبُّ نار الفرقة والتعصُّب بين المسلمين ومن حولهم من أتباع قوى الشر بإعادتهم نشر رسومات مسيئة لرسول المحبَّة والسلام، وللنيل من مكانة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام العالميَّة، والمؤمنون يحتفلون بيوم ميلاده الكريم في شهر ندعو فيه لمكارم الأخلاق بينما هؤلاء يصبون نار حقدهم ومكرهم. ولن يحرقوا غير أنفسهم، ولن يكشفوا غير عوراتهم القبيحة المنظر ومقزِّزة النفس، ولن يحيق مكرهم إلَّا بهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store