Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

ملتقى التكامل المعرفي.. حرفية الأداء وجودة المنتج

A A
عندما وصلتني دعوة كريمة أثمنها وأقدرها من وزارة التعليم ممثلة في الإدارة العامة للإعلام والاتصال توقفت كثيراً عند عنوان الملتقى -التكامل المعرفي- كمنصة وطنية استشرافية متعددة المجالات، وأن وزارة التعليم تقود هذا الحراك العلمي والبحثي وتجمع الخبراء والمختصين والباحثين والطلاب في ملتقى يحمل سمة وطنية بامتياز. لن أستغرب هذا المستوى العالي من الحرفية في الأداء لكنني لابد أن أفخر بأنني أنتمي لهذه الوزارة وأعمل فيها وأسطر بفخر منجزاتها الحقيقية والجلية أمام أعين العالم كله. نعم هذا الملتقى حظي باهتمام كبير ومنقطع النظير وبلغة الأرقام نتحدث فالمشاركون أكثر من 50 متحدثا رئيساً في جلسات الملتقى، والمشاركات أكثر من 140 مشاركة علمية، والزمان الذي يجمعنا هو شهر نوفمبر من بدايته وحتى نهايته -كل إثنين وأربعاء- عبر قناة عين للفعاليات، وكانت نسبة القبول للمشاركات 30%.

وزارة التعليم تسعى من خلال هذا الملتقى لمواجهة جائحة كورونا وتوفير منصة الكترونية وطنية يتم من خلالها بث سلسلة من الندوات العلمية المتخصصة المتعلقة بهذا الوباء المستجد والمجالات ذات الصلة بتداعياته كالتعليم والاقتصاد والمجتمع والتقنية والابتكار والطب. استضاف الملتقى الافتراضي متحدثين عالميين وباحثين متميزين من الجامعات السعودية والمراكز البحثية الوطنية، لعرض تجاربهم وأبحاثهم للتصدي لهذه الجائحة.

من أهداف الملتقى رفع جاهزية كافة القطاعات التابعة لمنظومة التعليم الوطنية من خلال دراسة الواقع واستشراف احتياجات المستقبل، واستثمار البنى التحتية والموارد البشرية بالجامعات في مجالات التعليم والبحث والابتكار، ولزيادة الادراك المعرفي لدى الباحثين بما يتم إنجازه بحثياً حول كورونا محلياً وعالميا. كما أن الملتقى يسلط الضوء بمداد الفخر والاعتزاز بمساهمة المملكة الدولية من خلال الأبحاث العلمية والمنتجات الابتكارية والإجراءات والخطط الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا. وتعزيز دور التعليم في التكامل الوطني مع القطاعات الأخرى في مجالات التوعية ومواجهة الأزمة الوبائية.

هذا الملتقى يصاحبه معرض افتراضي تم تدشينه في الجلسة الافتتاحية يتضمن فروع العلم والمعرفة والفنون والتقنية، ويضم بين جنباته معرضا للأبحاث يحتوي 9 قاعات افتراضية كل قاعة تمثل محوراً من محاور الملتقى، ومعرضاً للأبحاث الفنية وآخر للفيديو يعكس محاور الملتقى بأعمال فنية إبداعية رقمية متميزة من جامعة الملك سعود ليتم ترجمة التكامل بين العلم والفن والباحثين والطلاب في منظومة واحدة متناغمة.

توقفت أيضاً عند ورقة عمل قدمها سعادة أمين عام إدارات التعليم البروفيسور صالح النصار تحدث فيها عن الجائحة واجتماعية التعليم وحرصت على اقتنائها وقراءتها بتمعن ولأنقل لكم خلاصة ماورد فيها لأنها تستحق تسليط الضوء عليها، عندما تحدث عن انقطاع اكثر من مليار ونصف مليار طفل وشاب عن التعليم في العالم وما ترتب على ذلك من حدوث اضطرابات تعليمية واجتماعية غير مسبوقة، وكيف أن المملكة أثبتت للعالم أنها على قدر التحدي وأن التعليم حق لكل طالب وطالبة كما الصحة حق وانها ليست شعارات تردد بل أفعال وتوجيهات عليا من المقام السامي ومن هنا كانت نقطة الانطلاق لتتخذ وزارة التعليم شعاراً تعليمياً تربوياً مكلفا لكنه مهم للغاية: (لا طفل يبقى بدون تعليم) مهما كانت الظروف الاجتماعية والجغرافية فهناك دوما عقول تفكر خارج الصندوق وتقترح وتفعل الحلول فكانت منصة مدرستي وقنوات عين الافتراضية والدروس على اليوتيوب وحتى الحضور للمدارس لم يتمكن من تحقيق أي من هذه الخيارات كل هذا كان في موقع الحدث الأهم في حياة البشرية . نحن السعوديين لا نعرف المستحيل ولا يطرق اليأس أبواب همتنا العالية وأثبتت الجائحة أن التعليم هو خط الدفاع الأول والسلاح الأقوى للخروج من تبعات الأزمة بسلام. الجائحة أكدت على أن تمهير التعليم المبني على المهارات لايقل أهمية عن التعليم المبني على المعرفة من أجل التغلب على مصاعب الحياة. وأن المهارات التقنية ومهارات الاتصال والتواصل والتعليم عن بعد من أهم المهارات التي يجب تنميتها ليس للطلاب فحسب بل أيضاً لأولياء الأمور. وأكد -النصار- في ورقته على أهمية غرس صفات اجتماعية مثل الاعتماد على النفس والصبر على التعلم واحترام المعلم والانصات للمتحدث واحترام الخصوصية واحترام الوقت والالتزام بالمواعيد. وتعزيز اجتماعية التعليم لجعل ولي الأمر في قلب العملية التعليمية، والإيمان بأن الشراكة بين الأسرة والمؤسسة التعليمية تمثل مدخلا وقائيا علاجيا وتطويريا لتحقيق أهداف التعلم مدى الحياة. ودعم مفهوم الأسرة المعرفية وأنسنة المدرسة الالكترونية قدر المستطاع لرفع مستوى أبوة المعلمين وأمومة المعلمات لملاحظة التغيرات الطارئة على الطلاب ومعالجتها بالتعاون مع أولياء الأمور والمختصين، وتفعيل دور المرشدين الطلابيين ليقوموا بعملهم الاستثنائي في التواصل مع الطلاب عن بعد وتأسيس وحدات جديدة في المدارس تعنى بالأنشطة الاجتماعية عن بعد والتضامن الاجتماعي تحت مسمى وحدة التضامن الاجتماعي وتشجيع الأنشطة المدرسية الافتراضية وتوجيه الفنون بشكل أفضل من اجل معالجة العقد والتراكمات النفسية والاجتماعية. الأفكار كثيرة والطرح متميز ومبدع واحترافي يستحق المتابعة منا جميعا فكلنا معنيون بشأن التعليم وتحديات هذه المرحلة التي تواجهها البشرية وهنيئا لوزارة التعليم بكل هذه الكفاءات الوطنية وريادة العمل الوطني التكاملي عبر ملتقى التكامل المعرفي بوركت الجهود ونفع الله بها وحقق غاياتنا وآمالنا وطموحاتنا في ظل قيادتنا الحكيمة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store