Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

انحياز السلطة الرابعة؟!

A A
الانتخابات الأمريكية الأخيرة، والتي لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد بل تعنينا مصالحنا، أكدت لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن إعلام دولة عظمى «أمريكا» كان بالفعل إعلاماً موجهاً، كما أشرت إليه في مقال لي سابق، قبل قرابة 6 سنوات، تحدثت فيه عن «الإعلام الحر والإعلام الموجَّه». والحقيقة الأخرى، والتي قد تكون غائبة عن «البعض»، والتي نستخلص منها ما حصل في إعلام أمريكا، بغض النظر عن الفائز في الانتخابات، هي أن الإعلام الأمريكي لا يقل عن إعلام دول العالم الثالث في إبراز الحقائق للمرشحين الاثنين . الحقيقة الثالثة أن هناك تكتلاً إعلامياً غير مسبوق بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي قبل الانتخابات، ومشاحنات بين قطبي الإعلام الأمريكي «فوكس نيوز»، والتي تميل إلى ترامب، وال «سي إن إن»، والتي تجاهد في سبيل فوز بايدن، والضحية الشعب الأمريكي، الذي وضع في حيرة من أمره في هذه الانتخابات. بعبارة أخرى أكثر دقة أن مصالح أمريكا الخارجية، ومصالح الشعب الأمريكي الداخلية، أصبحت في مهب الريح بسبب هذا التكتل الإعلامي «المنحاز» غير المحمودة عواقبه، والذي جعل الانتخابات الأمريكية تمتد لعدة أيام؟!.

السلطة الرابعة، ياسادة، والتي تراقب أعمال السلطات الثلاث.. التنفيذية والتشريعية والقضائية، أصبحت تراقب فقط الهفوات والزلات لكل مرشح من أجل حصد الأصوات وليس من أجل اختيار الأفضل، فأصبح المواطن الأمريكي يصوت إلى هذا أو ذاك التكتل في السلطة الرابعة وليس لمصالحه؟! ، سلطة رابعة «منحازة» جعلت هذه الانتخابات حبيسة الفوضي والتخريب للممتلكات، وإزالة التماثيل من الميادين العامة، وبروز منظمات متطرفة تدير مجرمين سعوا لتخريب العملية الانتخابية، بل إن كل مرشح جند وجيَّش فريقاً من المحامين لرفع قضايا للمحكمة العليا للطعن في نزاهة الانتخابات في حالة خسارته؟!.

الانتخابات الأمريكية كان يتحكم فيها «اللوبي اليهودي» المؤثر، ولكن ذلك التحكم انحسر عندما أصبحت السياسة الخارجية لأمريكا غائبة في جميع المناظرات الأخيرة، وغير مؤثرة كون الرئيس ترامب ناجحاً في التعامل مع الملفات الخارجية.

نختم بالقول أنه في حالة فوز بايدن، وهذا ما تقوله الأرقام الأخيرة، فعليه أن يصحح أخطاء الرئيس السابق أوباما، حتى لا تتعارض مصالح أمريكا، كدولة عظمى في الشرق الأوسط بشكل عام، وفي عالمنا العربي بشكل خاص، مع مصالحنا العربية التي تحرص دول عظمى أخرى لكي تفوز بها كلها في عالمنا العربي بدلاً من ربعها أو أقل في السابق!.

انحياز السلطة الرابعة، في أي بلد متقدم، يحكمه النظام الديموقراطي لأي مرشح، هو في الحقيقة انحياز ضد إرادة الشعوب، وضد حرية الاختيار التي هي أحد أعمدة أي نظام ديموقراطي، إلى جانب حرية التعبير، وحرية الكلام وغيرها من الحريات والحقوق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store