Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

في حب مصر وأهلها

لم أكن أعلم مدى حبي وارتباطي بهذه الأرض الطيبة الآمنة، كما وصفها ربها عز وجل في محكم التنزيل، عندما قال: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)..

A A

لم أكن أعلم مدى حبي وارتباطي بهذه الأرض الطيبة الآمنة، كما وصفها ربها عز وجل في محكم التنزيل، عندما قال: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).. إنها أرض الكنانة عشنا وعايشنا معها ومع أهلها محنتهم التي مرّت بحمد الله تعالى سلمًا وسلامًا. أهلها طيبون، وأرضها مهد الحضارة العريقة الضاربة في تاريخ البشرية إلى سبعة آلاف عام مضت، مصر قلب الأمة العربية النابض بالحياة، عشنا مع كل الأغاني الوطنية لمصر، وحبها الذي يتغلغل في العروق، ويسري في الدماء، عرفت خلال الأيام الماضية معنى أن مَن يشرب من نيلها ومائه العذب لابد أن يحن إليها، أزعم بعد خمسة عشر عامًا متواصلة أزورها في كل عام مرة أني تعلّقت بهذه البقعة من المعمورة، واستشعرت حق أهل مصر علينا، تذكرتُ حق المعلمين والمعلمات، والأساتذة في الجامعات والكليات، في مختلف مناطق المملكة، الذين علّمونا وبذلوا من جهدهم وفكرهم وثقافتهم الكثير لجيلي ولأجيال سابقة ولاحقة أيضًا، فهم مازالوا يعيشون بين أهلهم وذويهم في أرض الحب الكبير، وطن الجميع المملكة، مازالت صور معلماتي وأساتذتي تدور في مخيلتي، لا ننسى لأهل الفضل فضلهم، معلمتي في مادة الفيزياء (ناريمان عباس) في المرحلة الثانوية: إن كنتِ على قيد الحياة أبعثُ لكِ بمداد حروف اللغة كلها تحية تقدير وإجلال، كنتِ ومازلتِ قدوةً حيّةً في العطاء والبذل والإخلاص في العمل.كنتُ أحتذي بكِ حتى عندما أصبحتُ معلمة، شاء الله أن تكوني أول مشرفة لي، توجهني بقلب أم فخورة بابنتها التي كبرت، وأصبحت شريكة لها في مجال عملها، تعطيها من خبرتها عذب الكلمات وأصدق القول، كنت أستمع إليكِ وأنا استشعر حرصكِ الشديد على بناء الثقة في نفس معلمة مبتدئة، وإن كنتُ في سالف الأيام طالبة نجيبة، ولكنني في بداية مشواري العملي تعلمتُ منكِ أيضًا وفي مدرستكِ كيف يكون النقد الذي يبني الإنسان، ولا يهدم، ولا يحطم، ولا يقلل من العطاء وإن كان يسيرًا. اتّخذتُ هذا المنهج في حياتي المهنية اللاحقة في عملي الإشرافي، واستحضر دائمًا شخصيتكِ الملهمة، إنها مدرسة المصريين التي نتعلَّم منها وننهل من معينها العذب، حقًّا أنت عظيمة يا مصر بحضارتكِ وبعلمائكِ وآثاركِ وعزمِ رجالكِ وشبابكِ أمل المستقبل المشرق، جزى الله مَن علَّمنا من أهل مصر وغيرها من الأقطار العربية في بلاد الشام أيضًا خير الجزاء. أجد نفسي أردد مع أهل مصر (يا حبيبتي يا مصر).حماكِ الله أرض الحضارة، وسدد على طريق الخير والحق خطى أبنائكِ البررة العظماء، وكل القلوب والأفئدة تهوي إليكم، وإلى بلادكم، ونحن معكم نرسم مستقبلاً حضاريًّا جديدًا للأمة العربية.استوقفني لقاء مع العالم الجليل فخر العرب جميعًا الدكتور «أحمد زويل» الحاصل على جائزة نوبل في العلوم والذي يحمل رؤية علمية للمنطقة العربية بأكملها، ويدعو لتفعيل مناهج البحث العلمي ورعاية المواهب والقدرات العقلية الخلّاقة المبدعة في الوطن العربي، لإعلاء شأن الأمة، فأبواب التاريخ مشرعة لسبر أغوار العلم، وسلوك نهج الدول المتقدمة من خلال ترسيخ مفهوم البحث العلمي وأدواته، ونحن بمشيئة الله على الدرب سائرون بفضل من الله وتوفيقه.Majdolena90@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store