Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

رسالة إلى بايدن

A A
«سيدي الرئيس».. القادم الى البيت الأبيض.. إن انتهت العملية الانتخابية كما هي عليه الآن -وإن اقتنع مُنافسُك بالخسارة، وخرج من البيت الأبيض، وإن سارت الأُمور على ما هي عليه، وتم الإعلان عن فوزك من كافة الأطراف والجهات.

نحنُ نعلم ونُدرك أن المؤسسة الرئاسية في الولايات المتحدة لها مكانتها المُهمة داخلياً وخارجياً. وستكون مسؤوليتك، والتحدي الأكثر صعوبة المحافظة على هذه المكانة وتعظيمها.

ونحنُ نعلم ونُدرك -كإعلاميين وككُتاب ومُتابعين على مستوى العالم أجمع- أنك أمام تحديات كُبرى، وملفات شائكة وإرث عظيم تركه لك سلفك الساكن في البيت الأبيض مُنذ 2016، والقرارات التي أصدرها، والمعارك التي خاضها داخلياً وخارجياً سواء مع الجيران في كندا والمكسيك أو مع القوى العالمية المُؤثرة» كـ»الصين» و «كوريا»، وموقفه من «الاتحاد الأوروبي» ومن «منظمة الصحة العالمية» وانسحابه منها، رغم تفشي فايروس كورونا وانتشاره بأعداد كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، ورُبما أحد أسباب خسائره للانتخابات هذا الملف بالتحديد وعدم تعامله مع هذه الأزمة بالشكل الصحيح من وجهة نظر الناخب الأمريكي.

أبعث إليك «سيدي الرئيس» برسالتي هذه لعلك تقرأها قبل أن تلج البيت الأبيض من أوسع أبوابه، وتعي وتُدرك، وتستوعب «وأنا أعلم أنك واعٍ ومُدرك وأنت ابن السياسة، وأحد أعمدتها، وقادتها، ومُحنكيها، وعرّاب السياسات الخارجية والعلاقات الدولية وأحد الرموز العالمية.. ولكنها «للتذكير فقط». قبل أن تلج البيت الأبيض أتمنى أن تتذكر أن «العالم العربي والإسلامي» يمُر بأزمة بسبب التعنّت الإيراني وأن سلفك «أوباما» وأنت كنت نائباً له، قد أبرم اتفاقاً نووياً مع طهران، فلا نريد أن نُعيد الكَرّة مرة أُخرى، ونُعطي هذا (البعبع) أكبر من حجمه ونُعيد له قوته، فقد عاث في الأرض فساداً، ورُبما من حسنات منافسك «ترامب» تحجيم هذا الشيطان و»تقليم أظافره»، فليتك تستمر على هذا النهج في هذا الملف بالتحديد فلا تتسع المنطقة ولا تحتمل دمارات وانكسارات وحروباً أُخرى..!

تحتاج المنطقة أن ننطلق للبناء، والإعمار، والتنمية، وبناء الإنسان قبل كل شيء.. ولعلك تعي «سيدي الرئيس» ماذا تعني لنا كلمة «بناء الانسان»..!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store