Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

توقفوا عن قولكم: «أول سعودية»!!

A A
نوهت سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الأميرة ريما بنت بندر في كلمة لها في قمة العشرين إلى التخلي والتوقف عن استخدام مصطلح «أول سيدة» عند انجاز أي عمل.. وقد كتبت سابقًا ولازلت أكتب وأدعو الإعلام والجهات الرسمية خاصة الجامعات عن التوقف تمامًا من استخدام عبارة «أول سعودية» لان أثار ذلك سلبية على الوطن وليست إيجابية لأنها تظهرنا وكأننا مع التعليم والعلم والحضارة بالنسبة للسيدات متخلفين وأن بناتنا بنات اليوم في التعليم والعلم والإنجاز.

إن التعليم للبنات في المملكة له أكثر من سبعين عامًا والمتخصصات والعالمات وحاملات شهادات الدكتوراه بالآلاف، كما وضحت ذلك في كتابي «الدراسات العليا في المملكة العربية السعودية»، إننا دولة متقدمة وأمة متحضرة وجامعات تنافس العالم وبعضها الأول عربيًا مثل جامعة الملك عبدالعزيز، وذات تصنيف عالمي كجامعة المؤسس وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود وبين أعضاءها دكتورات بالمئات بل هناك جامعة بأكملها كلها سيدات هي جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن فيها جميع التخصصات ومليئة بحاملات شهادة الدكتوراه وبناتنا ملأنا الدنيا بالابتعاث وعدن معهن أرقى الشهادات في أدق التخصصات ثم نصر بإشعار العالم بأننا جدد على العلم بمصطلح «أول سعودية» و»أول سيدة» ولعل الذي ساعد في ذلك فترة أظنها انتهت من إظهار أنفسنا للعالم أنه عندنا تمكين للمرأة وحب الظهور أمام العالم بهذا الشيء.

إننا اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يشهد القاصي والداني بمنح المرأة التمكين في كل شيء.. وهنا ملاحظة أحب أن يفهمها أبناؤنا وبناتنا الجدد الحاصلون على الدكتوراه وهي أنهم عند تقديم أنفسهم ألا يوغلوا في تمجيد ذاتهم وحب الظهور بالتخصص وكأنهم يتبعون كوكب آخر غير الأرض وأنهم لا مثيل لهم لان ذلك يوقع في المحظور المسيء للوطن وهو قولنا «أول سيدة» أو «أول سعودية».. وللأميرة حق فيما ذهبت إليه في قولها توقفوا عن قولكم أول سيدة عند إنجاز أي عمل لأنها متأكدة أن هذا الإنجاز سبقه مئات الإنجازات المماثلة من بنات الوطن خاصة هذه الأيام نلحظ من تخصصهم له علاقة بالنواحي العلمية وعلى وجه الخصوص البيولوجية لما له علاقة بكورونا ناهيك عن بعض النشاطات الاجتماعية والرياضية يتحدثون وكأن السماء في يمينهم والأرض في شمالهم وما علموا أن منهم في العالم كثير جدًا والكل يعمل وينشط ويبحث ويشتغل وينتج دون إحداث ضجيج إعلامي ويصبح نفيخة هوائية «تنتفش»(أي تنتفخ) بسرعة و»تفش» (أي تنسم) بسرعة لان ليس هناك إلا الهواء وهو ما لا نجده في الغرب -شاهين مخترع لقاح الكورونا نموذجًا- وسأحدثكم عنه وعن قمة تواضعه في مقال مستقل إن شاء الله.

أما كيف يكون التحفيز فهناك العديد من الطرق منها التقديم على جوائز عالمية ومحلية وتحقيق الفوز والصدارة بالمنتج والبحث العالمي، وقبل ذلك وبعده الشعور النفسي بالمكتسبات التي أولها رضا الله سبحانه وتعالى والرضا الداخلي وتحقيق ما يرقى لان يكون خدمة إنسانية وتسجيل براءات النجاح لبحث كان أو اختراع على أن تكون ذات منفعة والرصيد الكبير هو صناعة باحثين وعلماء من أبناء الوطن وإيجاد مدرسة علمية وبحثية في التخصص كوادرها وطنية تكون في المستقبل قبلة الباحثين والعلماء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store