Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

البيعة السادسة ورئاسة قمة العشرين

A A
ونحن نعيش مناسبة البيعة السادسة، لا بد أن ندرك ما يجري في العالم اليوم من اضطرابات وقلاقل ونزاعات وفقر وعوز ورعب وذعر وتداعيات جائحة كورونا المدمرة، وذلك لندرك قيمة النعمة التي نعيش فيها، ورغد الحياة الذي يغبطنا بل يحسدنا عليه ليس بعض البشر، بل كل البشر. ولم تعد قائمة صنوف المعاناة اليوم قاصرة على دول الجوار والمحيط العربي كما كانت الحال قبل عقود، حين كنا نظن أن الدول التي تسمى بالمتقدمة تعيش في دعة وطمأنينة، بل اتسعت دائرة المعاناة لتطال دولاً تُسمى دولاً ديمقراطية مثل فرنسا، التي لا تكاد تتنفس الصعداء لأسابيع قليلة، حتى تعود لتختنق مجدداً، فسوى الاضطرابات الدائمة فيها، انتشرت الجائحة فيها بشكل غير مسبوق، وعادت إلى فرض الإغلاق لتصبح باريس عاصمة النور كما تسمى، من اليباب والظلام وكأنها مدينة أشباح. وبريطانيا، التي لا تفتأ تصطلي بنار الإرهاب وارتفاع أعداد مصابي كورونا. وأسبانيا التي تشتعل فيها نيران الانفصاليين بين الفينة والفينة، بل حتى أمريكا التي تعاني من أحداث التمييز العنصري والاضطرابات السياسية والنزاعات في الانتخابات، ووقوع أعلى نسبة إصابات بكورونا. ذلك حال الدول الكبرى أو المتقدمة أو المزدهرة اقتصادياً كما تسمى. مع أن معظم الاضطرابات التي تحدث فيها يكون سببها الفقر والعوز والجوع والبطالة وارتفاع الأسعار وسوء الحال، فما بالنا بأحوال دول الجوار؟.. رأينا وما نزال نرى ما حدث في دولة الملالي من شغب واضطراب حين هبّت فلول الشعب كله لتقول لفرعون الفرس خامنئي: كفى..كفى ظلماً وقهراً واستبداداً واستغلالاً لمقدرات الشعب، وتبديداً لثرواته في الإنفاق على عصابات لا تسعى إلا لتخريب الديار العربية بدعوى تصدير الثورة الفارسية الطائفية الرافضية. وذلك عين ما يحصل في العراق ولبنان بسبب الطاغوت الفارسي وعبادة أذنابه له ممن يضيقون الخناق على الشرفاء في البلدين الذين يناضلون للتحرر من القبضة الفارسية، التي سلبت أموالهم، ودمرت بلادهم، وجوَّعت شعبهم ورمت بمستقبلهم نحو المجهول. هذا ما سنرى لو نظرنا الى كل الدول، ولكن إن نظرنا حقاً الى أنفسنا وأهلينا وذوينا ومَن نحب في بلدنا بلد الحرمين الشريفين فسنرى اختلافاً كثيراً. فقد توالى على حكمها أئمة كثر، أولهم مؤسسها في العصر الحديث: عبدالعزيز بن عبدالرحمن، الذي وحَّد أطرافها داخلياً، ووسع أحلافها خارجياً، وقبل أكثر من سبعة عقود اعترف به وبدولته قبل أي دولة عربية مستقلة أخرى: الأمريكيون والروس على حد سواء. ومنذ عهد عبدالعزيز إلى عهد سلمان بن عبدالعزيز بقي الحكم مستقراً، وظلت النهضة مستمرة، دون أن تحدث أي اضطرابات تُذكر، خلاف ما حصل خلال الفترة نفسها في كل دول العالم دون استثناء، فكم قامت من ثورات وكم تبدلت من أنظمة حكم، وكم حدثت من انقلابات أو انتقلت من سلطات من حزب الى حزب، وكم نشبت من حروب، وكل ذلك استنزف مقدرات الشعوب وخلخل أمنها واستقرارها وضيّع ثرواتها وخيراتها، إلا هذه الدولة فقط. وأقولها بثقة تامة ولكي نتأكد لابد من أن نتعظ بغيرنا. فإن نظرنا حقاً نظرة ثاقبة في أحوال الدول فلابد من أن نجدد بيعتنا لولاة أمر يستحقون البيعة وتجديدها، سنجدد بيعتنا ونحن نعيش في أمن وأمان طوال حياتنا حتى من كان منا في الستين أو السبعين أو تجاوزها. سنجدد بيعتنا وكل واحد منا يجد ما يجعله يعيش في رغد وبحبوحة ويتوفر له المسكن والمأكل والمشرب رغم الوضع المالي الخانق في كل الدول، وبينما تفتقد بعض دول الجوار كل هذه النعم، حيث لا طعام ولا شراب ولا خدمات من ماء وكهرباء، وهذا ما نسمعه كل يوم من أبناء الشعب العراقي في الشوارع وكذلك الشعب اللبناني وقبلهما الشعب اليمني الذي ذاق الويلات من الحوثي.
وسوى الأمن والاستقرار ورغد العيش لابد من أن نفخر بأن بلادنا بقيادتها الحكيمة تتفوق على دول كثيرة كبرى في أهميتها السياسية والاقتصادية والعسكرية حتى باتت تقود دون غيرها العمل الإسلامي والعربي المشترك، وها هي اليوم في مناسبة البيعة السادسة تقود قاطرة الفرص الاقتصادية بقمة العشرين 2020 في رئاستها الحالية للقمة التي تعتبر الرئاسة العربية الأولى للقمة، لوضع أسس لخطوات إنعاش للاقتصاد العالمي والتصدي لتداعيات الجائحة. وقدر الله أن تتزامن القمة مع ذكرى البيعة السادسة، ولله في خلقه شؤون. فلنجدد بيعتنا ولندعُ لقادتنا بالمزيد من النصر والتمكين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store