كل شيء يستفزك هو في الحقيقة يقدم لك فرصة لترى بوضوح بعض الذي غاب عنك، والحياة مدرسة كبيرة تعلمك الدرس تلو الدرس، وعليك أن تكون لماحًا في التعاطي مع الدروس التي تأتيك وإلا كنت أنت الخاسر في زمن (لا) يمكن تعويض الخسارة فيه بسهولة!! ومن هنا فإني أتمنى على قارئاتي وقرائي الذين يكتبون لي وأقدر لهم ذلك أن يكونوا أكثر وعيًا من ذي قبل وأن يخلقون لأنفسهم لغة قادرة على قياس الأعماق واستشراف المستقبل الذي يعيشونه وهم يؤمنون انه امتداد للحاضر و(لا) شيء يوازي أن تصنع قرارك بيقين وأنت تؤمن أن الحياة قرار..!
نحن نحتاج أن نفعل القرار في ذاكرتنا قبل الفعل وأن نعمل العقل أكثر وأكثر وأن نتخلى عن السطحية تلك التي أرى أن الكثير يستخدمها في حياته ويعمل بها وكأنه مصاب بشيء من الدوار الذي يشبه اللهب الذي يشده إليه وهو (لا) يشعر والفرق بين الأمس واليوم كبير جدًا و(لا) مقارنة أبدًا بين ضدين!! لكن أن ترى ابنك أو أخاك أو صديقك يستأذنك للخروج وحين تسأله إلى أين..؟؟ ويجيبك ببساطة مدهشة (لا) أعرف، ويبرر الخروج بعذر أقبح من ذنب حين يقول لك فقط أريد أن أخرج من عالم «الطفش» وضيق البيوت إلى فراغ هو (لا) يشعر به وهو فراغ أكبر وعالم مسكون بالضجيج والضياع وفي هذا قرار خاطئ و(لا) قيمة له لغياب الهدف في القرار الذي حتمًا سوف ينتهي بخسارة الوقت والمال ومن أجل ماذا!؟ بالتأكيد من أجل (لا) شيء!! ألم أقل لكم أن الحياة قرار!! وأن أي فكرة تأتي دون قرار مدروس هي في النهاية فكرة تقودك إلى خسارة أكيدة وفشل ذريع..
(خاتمة الهمزة)... الفراغ قضية وقضيته أنه يجمع بين دفاتره القديمة والحديثة كل التناقضات وكل الخيبات اليومية..!! وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
