Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الغامدي.. مشروع لتحويل المدرجات الريفية إلى واحات للتين الشوكي

الغامدي..  مشروع لتحويل المدرجات الريفية إلى واحات للتين الشوكي

بدأ العمل لتحقيق أحلامه بمزرعة في القرية

A A
يراود الشاب صالح أحمد عبد الله الغامدي من أهالي قرية حميم غامد بمنطقة الباحة حلم بأن تصبح كل المساحات التي تمتد أمام ناظريه حقولا خضراء من نبات التين الشوكي، حيث ابتدر الغامدي زراعة التين الشوكي بطريقة مختلفة عما اعتاد عليه الأهالي، وطبق الزراعة المنظمة بالطريقة المكسيكية.

ويحمل الشاب صالح الكثير من الآمال الواسعة والطموحات بأن يعيد بهجة المدرجات الزراعية بثمار التين الشوكي والذي يصفه بأنه موروث لمنطقة الباحة يجب الاهتمام به والاستفادة من كل عناصره سواء على مائدة الطعام أم كعلف للحيوانات أو استخلاص زيوته أو صناعة مربى أو عصير. لذا بدأ في تنفيذ حلمه منذ ثماني سنوات كخطوة أولى بإعادة تأهيل المدرجات الزراعية التي تهدمت بفعل الأمطار مع مر السنين وتخصيص مواقع مناسبة لزراعة ألواح التين الشوكي.

البداية بإمكانيات محدودة

ويعمل صالح في مزرعته بقرية حميم غامد، واستهل حديثه بأنه بدأ المشروع ب

إمكانيات بسيطة ومتواضعة ومع الطموح والعزيمة والصبر أعاد تحسين المصاطب الزراعية وتأهيلها مثلما كانت عليه في السابق، مع إضافة بعض السلالم الحجرية ليسهل التنقل بين تلك المدرجات، واستغرق العمل في بناء تلك المدرجات الزراعية واستصلاح أراضيها ما يقارب ٣ السنوات ومازال البناء مستمرًا إلى يومنا هذا. ويضيف بأن العمل أخذ منه الكثير من الجهد والوقت، إلا أنه تجاوز كل تلك المتاعب والمصاعب.

ويصف مشاعرة عند البناء بأن لكل حجر استخدمه في بناء المدرجات حكاية تختلف عن الحجر الآخر، وكل شجرة زرعها لها مفهوم آخر عن مثيلاتها من أشجار التين الشوكي ومع مضي الأيام والسنين تزداد سعادته بمشاهد أشجار التين وهي تنمو وتلك الأحجار القاسية التي اصبحت تشكل رسمًا ومعالما مبهجة على سفح الجبل، مبينا إنها إعادة نبض الحياة في مفاصل الجبل، ويضيف بقوله: رؤيتي لها تمدني بالصبر والعزيمة والاصرار في تحقيق حلم التين الشوكي لذا أقضي جل وقتي مستمتعا بين تلك الأحجار وأشجار التين التي عاشت مع أجدادنا وأسلافنا، استمدوا منها الكثير كالصبر والوقوف أمام مصاعب الحياة بكل جسارة. وبفضل الله تم قطف أولى ثمرات ذلك الجهد بعد ثلاث سنوات من الصبر والعمل حيث تم إنتاج نوعين من ثمار التين الشوكي مختلفة في اللون والحجم والطعم.

خطط وطموحات

وعن المشروع الزراعي والخطط والطموحات يقول صالح الغامدي: بأن أفكاره تشمل التخطيط لإنتاج أنواع من أصناف تين شوكي خالية من الأشواك بطرق حديثة، وتصنيع منتجاته بجودة تنافسية تساعد في تسويقها داخل السوق المحلية والخارجية سواء كزيت أو عصير أو صابون، والاستفادة من أقراص التين كأعلاف مواشي حيث يعتبر من الأعلاف المدرة للحليب، والتفكير لإنشاء مشتل لأصناف شجر التين الشوكي المثمرة والزينة من الصباريات بهدف مساندة مزارعي التين عن طريق استقبال انتاجه وتجهيزه عبر خط إنتاج وتسويق بطرق حديثة، و كل ذلك يساعد في تحسين الإنتاج والتسويق للمزارعين كخدمة يطمح لتقديمها للمزارعين مجانا. فضلا عن تنظيم ملتقيات للمزارعين من أجل توعيتهم واكسابهم الخبرات بالطرق الحديثة المتبعة في زراعته لتحسين جودة المنتج وتسهيل تسويقه داخل وخارج المنطقة وبجودة عالية. ويمكن استنساخ التجربة في مناطق الجنوب الغربي لكونها بيئة مناسبة لزراعته وكل ذلك ينعكس في تعزيز الاقتصاد ويحسن دخل المزارعين ويوفر وظائف لأبناء الريف الجنوبي,

كما يسهم في تنشيط السياحة الزراعية الريفية.

تجارب دولية

ويضيف المزارع صالح الغامدي: بعد القراءة و الاطلاع على تجارب بعض الدول التي استثمرت زراعة التين الشوكي نجد أن لدينا القدرة على انتاجه والاستفادة منه خصوصا وأن البيئة الجغرافية مناسبة تماما لزراعته ويضيف بأنه في العام الماضي تم توزيع إنتاج مزرعته لروح صديقه الشهيد رئيس رقباء فهد عبدالعزيز الغامدي أحد ابطال الحد الجنوبي هو الذي ساعده وآزره للاستمرار في هذا المشروع.

وعن استخدامات التين الشوكي في بعض بلدان العالم يقول الغامدي: من خلال الاطلاع اتضح بأن الدول تختلف في استخدام التين الشوكي مثلا المكسيك تصدر أذرع التين الشوكي لأمريكا اللاتينية، إذ يعد من الاعلاف المدرة للحليب سواء للأبقار او الأغنام، ويدخل في بعض وصفات الطعام التقليدية وحتى الطب التقليدي، وقد اطلق مشروع فريد من نوعه في سوق واسعة متمركزة جنوب المكسيك ويتم تحويل فواضل ثمرة التين الشوكي إلى طاقة نظيفة أما الجزائر والمغرب: فقد ركز الناس على استخدامه في الأغذية، كالمربی، والعصائر، والخل، والطحين المستخرج من أوراق التين الشوكي.

وفي مصر تعد منطقة الحائكة بمحافظة القليوبية من أشهر المناطق المتخصصة في زراعة التين الشوكي بمصر، وتتميز بمساحات كبيرة مخصصة لزراعته، وهي المنطقة الأقرب التي يلجأ لها تجار التين الشوكي في القاهرة لجلبه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store