Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

مجتمع يُعيق (المعاق)..!

صدى الميدان

A A
* يأتي اليوم العالمي للإعاقة كمناسبة يُعيد العالم فيها ذات الرسالة، التي تحمل في مضامينها الكثير مما يجب تجاه (المعاق)، الذي بقدر ما يبذل هو، والمحيطون به من جهود في الأخذ بيده (ليندمج) مع هذا العالم، إلا أن تلك الجهود لا تكتمل في مجتمع لازال ينظر للمعاق بنظرة (الشفقة).

* تلك النظرة التي تصيب طموح المعاق، وما يبذله وأسرته من جهود في مقتل، فتجعله يعيد المحاولة مرات ومرات، في محاولات قد يكتب لبعض المعاقين فيها النجاح، أما الغالب منهم فإنه يُحبط فلا يقوى على تكرار المحاولة، فما يكون منه إلا أن يستسلم، حتى مع كونه يدرك أن (إرادته) أقوى من إعاقته.

* وما ذلك إلا لأنه وُجد في مجتمع حتى مع كونه (إسلامي)، ولديه من التعاليم والتوجيهات ما يكفيه، إلا أنه اعتاد التنظير، و(همش) التطبيق، وما صور التعدي الصارخ على حقوق المعاقين في تلك الأماكن المخصصة لهم، إلا مثال واضح على أنه لا قيمة لمعرفة، وعلم لا ينعكس أثره على سلوك صاحبه.

* هذا ونحن نطالع الكثير الكثير من صور تلك المجتمعات الغربية، وكيف أنها (تُنسي) المعاق إعاقته، من خلال تعاملها، واحتوائها له، وما نجاح الكثير من الرموز العلمية والاقتصادية، رغم اعاقتهم إلا لأنهم وجدوا ذلك المجتمع الذي استبدل نظرة الشفقة بمنح (المعاقين) كامل حقوقهم، في وقت عملت المؤسسات والهيئات على دمجهم وتحفيزهم، والنتيجة ما ينعم به اليوم (أصحاء) العالم من إنجازات واكتشافات قدمها أولئك (المعاقين) جسداً، الأسوياء رسالة ووجوداً.

* فمن هو المعاق إذًا؟ ذلك الذي تجاوز إعاقته، وتحمل هو وأسرته في سبيل ذلك الكثير الكثير؛ ليثبت أنه قادر على أن يقدم لهذا العالم شيئًا، وقد كان، أم ذلك المجتمع الذي لازال يراوح مكانه، بتهميشه للمعاق، والتعدي على حقوقه، ونظرات الشفقة، التي جعلت الكثير منهم يلجأ لأربعة جدران هي كل عالمه، حتى وإن كان في داخله من الطموح والطاقة، ما يمكنه من تجاوز حواجز إعاقته، ولكن كيف له أن يفعل ذلك في مجتمع يُعيق المعاق، بل ويزاحمه في أبسط حقوقه، كما هو الحال في ممر كرسيه وموقف سيارته؟! وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store