Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

قطر.. والفُرصة الذهبية

A A
قبل أكثر من ثلاث سنوات تم إعلان مقاطعة قطر، وإغلاق المنفذ الذي يربطها بالمملكة برياً، وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات القطرية، حق سيادي مارسته السعودية ولم تُخالف فيه الأنظمة المعمول بها دولياً..

أدارت المملكة ظهرها لقطر وانطلقت في بدء تنفيذ أكبر مشروع تنموي اقتصادي اجتماعي في المنطقة، وتم تثبيت العملية الإصلاحية، والآن ما الجديد!؟

مجلس التعاون الخليجي منظومة وُلدت لتبقى، وهذا الأمر خط أحمر لدى القيادة السعودية، لأن أمن الواحد من أمن الكُل، ولا يمكن أن ندخل مواجهة مع أي دولة خارجية تستهدف أمن المنطقة وبيتنا من الداخل فيه من يريد تفكيك هذه المنظومة..

قطر جغرافياً واجتماعياً لا يمكن لها أن تكون خارج منظومة مجلس التعاون الخليجي، المنطقة مُقبلة على تغييرات كبيرة، والملفات القادمة تحتاج ترتيبًا.. وتعلم قطر ذلك جيداً.

في المرحلة الحالية الملفات التي تُشكل خطرًا على أمن المنطقة تم تفكيكها وبهدوء، وما تبقى هو مواجهة إيران وأذرعها في المنطقة..

خلال الأزمة الخليجية استمرت المملكة في المحافظة على كيان مجلس التعاون الخليجي، وقطر كانت تُشارك في جميع لجان المجلس..

المبادرة الكويتية - الأمريكية تتم الآن وفق خطوات وأهمها بناء جسور الثقة، ونزع الشك، وتهيئة الطريق لتكون هناك مصالحة مبنية على تفهم للمخاطر المُقبلة التي ستواجهها المنطقة..

إيران على بُعد خطوات قليلة لتنضم للنادي النووي، وهنا ستتضرر قطر قبل أي دولة أخرى..

في كل مناحي الحياة هناك ما هو مُهم وما هو أهم، وفي الأزمة الخليجية تجاوزت المملكة ما هو أهم وهو إسقاط الدولة المصرية ومخرجات ملتقى النهضة الذي أُقيم في الدوحة تحت إشراف عزمي بشارة..

ثلاث سنوات بلا شك كافية ليعرف صانع القرار القطري أن طريق أمانه واستقراره لا يكون الا في إطار المنظومة الخليجية بعيدًا عن أي ارتباطات إقليمية معادية لا تريد خيرًا للمنطقة كلها ولن تجعل من قطر دولة عظمى..

أخيراً..

صدام حسين أطلق صواريخه باتجاه الرياض، وهاجم الخفجي، ومع ذلك رفضت المملكة إسقاط العراق بهذا الشكل، واستنكرت إعدامه وكأنه أُضحية، ورفضت ما يحدث للعراق والعراقيين رغم ما عانت المملكة من عنترياته، قطر أمامها الآن فرصة ذهبية والكُرة الآن في ملعب قيادتها..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store