Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

عنب إسبانيا وتمر مملكتنا

A A
قاربت السنة الميلاديَّة 2020 من نهايتها غير مأسوف عليها، وغالبيَّتنا آملين أن تحمل السنة القادمة 2021 التعويض المرضي عن مآسي الماضية وكوارثها.. وفي مقدِّمتها (تسونامي كورونا) الذي لم يستثن في عدوانه أحدًا من سكَّان كوكبنا الأرضي، ومتسبَّبًا لكثرة اعتلالًا في الصحَّة وفقدان من أقرب الناس والأصحاب إليهم... وضيق في سبل الرزق والعمل، وقفل العديد من المصانع أبوابها، وازدياد عدد العاطلين عن العمل، وإشهار بعض الشركات والبيوت الماليَّة إفلاسها؛ الأمر الذي أدَّى إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي.. كلُّ ذلك نتيجة الحجر الصحِّي الذي قيَّد حركة التسوُّق.

لم يكتف (تسونامي كورونا) بذلك، بل تخطَّى الخطوط الحمراء بما يتعلَّق بالمناسبات الدينيَّة في أكثر بلدان العالم، وما صاحب ذلك من إلغاء الاحتفالات ولقاءات الأهل والأصدقاء.

ها نحن الآن في شهر (ديسمبر)؛ الشهر الأخير من السنة الميلاديَّة التي اعتادت المؤسَّسات والشركات والبيوت التجاريَّة والبنوك إعداد قوائم للهدايا التي ترسلها لعملائها.. إلَّا أنَّ جائحة الكورونا، واشتراطات الجهات الصحيَّة عدم التجمُّع والاختلاط حماية من العدوى، ستؤجِّل إعداد القوائم إلى أن يتمَّ القضاء على هذا الفيروس.. والحال ذاته مع ربَّات البيوت، وغالبيتهنَّ من أخواتنا أتباع الديانات الأخرى؛ اعتدن على تحضير قوائم ضيوفهنَّ من الأهل والأصدقاء إلى موائد الغداء والعشاء ليلة عيد ميلاد السيِّد المسيح، ثمَّ سهرة رأس السنة الميلاديَّة، ويزيد الإسبان وغيرهم من شعوب دول أمريكا الوسطى والجنوبيَّة الناطقين بالإسبانيَّة يومًا آخر؛ هو اليوم السادس من يناير، ففيه يجتمع الأهل وقد لبُّوا رغبات أطفالهم بهدايا يطلبونها من (بابا نويل) يحضرونها سرًّا لهم.

يتصدَّر موائد الغربيَّين في أسبوع عيد الميلاد والسنة الجديدة كلُّ ما لذ وطاب من طعام وشراب ومكسرَّات كالجوز واللوز والفستق والبندق، إضافة إلى التمر.. ويحظى العنب بالأولويَّة في إسبانيا ليلة دخول السنة الجديدة، حيث يتناولون اثنتي عشر حبّة عنب مع دقَّات الساعة اثنتي عشرة ثوانيها الأخيرة من السنة.. فمن تمكَّن من تناولها دون أن يشرق بها، يتفاءل بعام مبارك معطاء، تتحقَّق فيه الآمال.. وبحسبة بسيطة، لاستهلاك العنب في يوم واحد وفي بلد يسكنة ما يزيد علي سبعة وأربعين مليون نسمة موزَّعين على نحو اثني عشر مليون أسرة، ونصيب كل منها كيلو غرام واحد من العنب على أقل تقدير، يبلغ الاستهلاك نحو اثني عشر مليون طن تباع بضعف الثمن المعتاد.. وبهذا، يعود على تاجر الفاكهة، وقبله المزارع من النقد ما يمكَّنهم من الثبات في الأسواق حتَّى قدوم موسم الربيع.

كم من المفيد اغتنام الأسواق العالميَّة؛ في الأعياد خاصَّة عند الدول التي تحتفل بعيدي الميلاد ورأس السنة، تسويق أجود أصناف تمور المملكة، وأفضلها حفظًا وتعبئة، والبدء بحملة إعلاميَّة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيَّات الإقليميَّة والعالميَّة عن التمور وزراعتها في المملكة، وأصنافها المتعدَّدة التي يتجاوز عددها المئة صنف، وعن فوائد تناولها الصحيَّة.. كلُّ ذلك من متطلَّبات الأمن الغدائي، مصداقًا لقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: «بَيْت لَا تَمْرَ فِيهِ جِياعٌ أَهْلُهُ».. وللحد من غزو إسرائيل لهذا المنتج الذي يُجنى من أرض عربيَّة محتلَّة ويباع في معظم مراكز التسوًّق (السوبرماركت) كمنتج إسرائيلي.. ولا يعرف غالبيَّة الغربيِّين عنَّا إلَّا أنَّنا بدو رحَّل نسكن خيامًا في الصحراء.. وأمام كلَّ خيمة بئر بترول يوفِّر السيولة النقديَّة بدون جهد يُذكر.. وبحمد الله، بدأ اسم مملكتنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين يُسمع اليوم في بلدان العالم كافَّة، وقد أصبح معروفًا بخطط التنمية التي يتابعها باقتدار مهندسها صاحب السمو الملكي الأمير محمَّد بن سلمان وما سنكون عليه بعون الله عام 2030، واطَّلع عليها قادة (العشرين) الذين عقدوا اجتماعين افتراضيَّين هذا العام في الرياض.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store