Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

كان تغييبا ولم يكن تعقيبا!

A A
كانت أيام «التعقيب» على المعاملات التجارية بالنسبة للمرأة صعبة وموجعة حد اليأس.. مهنة التعقيب تعني أن تراجع الدوائر الحكومية، أن تتابع معاملتك بين كسل هذا، وعبوس ذاك، بين تأخر موظف، وتسويف آخر.

لهذا أظنها تركت في الذاكرة حكايات همّ، ومشقة، لم تسلم منها روحي، ربما حتى اليوم، وأنا أتلمس ندوب تلك الحكايات عليها.

أما قصتي مع التعقيب، فهي أنني كنت أراجع الدوائر الحكومية، وأعيش بين الحرج في المراجعات لكوني امرأة، والأسوأ أنني اضطررت دومًا لكسر ذلك القانون الصارم: «ممنوع مراجعة النساء»!

كنت أحكم قبضتي على حلم الغد، حيث هذا النور الذى نعيشه اليوم، عبر هذه التقنية الحديثة التي حلت محل المشاوير والتصوير والتعقيب.

تقرير الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) يشير إلى أن 147 منشأة حكومية، يمكنك مراجعتها عن بعد، محليًا ودوليًا، وأنت في بيتك أو مكتبك.

يا إلهي.. ما أجمل أن يكون للإنسان حلم يعيشه بعد عناء طويل من الانتظار.. ثم يحلم بعمر آخر، يرى فيه أنه ما زال في الحياة متسعٌ للتقدم! ولا أدري إن كنت في الصفحات المتبقية من عمري سأشهد الكثير من هذا التقدم في بلادي.

إنني أعد الأيام كي أفارق هذا العام أو يفارقني بلا وداع.. أنهض ورأسي شامخ، ونظراتي تسبقني إلى حلم وطن.. فالجائحة التي أيبست بعضاً من عشبنا الأخضر، لم تبلغ غايتها، لأننا نؤمن بالغد، وبالإنسان، ثم ننهض لنواجه يوماً آخر من أيام العمر، نقضيه بأحلام بتنا نثق بتحققها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store