Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء هل يحيي الصراع من جديد؟!

A A
ظلت المشكلة الصحراوية منذ أن انسحبت أسبانيا عام 1975 من الصحراء الغربية وفق اتفاقية (مدريد) تراوح مكانها، كما تُمثل مصدرًا رئيسيًا للتوتر في منطقة المغرب العربي، وحاولت الكثير من الدول والمنظمات حل هذه المشكلة إلا أنها فشلت، ولم تصل إلى حل لهذه المسألة، كما لم تفلح الضغوط الإقليمية التي مورست على الأطراف وذات الصلة بالمسألة الصحراوية من أجل إيجاد المرونة اللازمة لحل هذه المسألة، فالمغرب كانت ترفض فرض حل عليها من أطراف خارجية، خاصة إذا كانت الحلول المفروضة لا تحقق لها شرطها الأساسي، وهو أن تنضم الصحراء الغربية إلى الدولة المغربية، وساهمت هذه المشكلة في تأزيم العلاقات بين الجزائر التي تدعم (البوليساريو) وبين المغرب التي كانت تصر على تبعية الصحراء لها إلى درجة أدت إلى مصادمات بينهما عام 1987، وقطع العلاقات الدبلوماسية، وتدخلت المملكة في مايو 1987 إبان عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله-، حيث قام بوساطة عبر تسوية سلمية تم قبولها من الطرفين، نجحت في نزع فتيل الانفجار وإعادة العلاقات بين الدولتين الشقيقتين.

هذه الأيام عاودت المشكلة في الظهور من جديد بشكل قوي، بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، واقتراح المغرب الجاد والواقع للحكم الذاتي، حيث تراه الولايات المتحدة الأمريكية بأنه الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام، وقبل هذا الاعتراف القوي كانت هناك 16 دولة افريقية قد فتحت لها مكاتب في الصحراء المغربية، كان آخرها جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي بهذا تكون تلك الدول قد أكدت دعمها لمغربية الصحراء، واعترفت بسيادة المغرب عليها كاملة.

لكن.. ما هي ردود الفعل على القرار الأمريكي الذي اعترف بسيادة المغرب على الصحراء؟! كان من المفروض أن تأتي من جبهة (البوليساريو) أولا، لكنها أتت هذه المرة من (الجزائر) التي صرح وزير الاتصال والناطق الرسمي للحكومة (عمر بلحيمر) أن المقايضة التي تتضمن تزكية استعمار الصحراء الغربية تحت تسمية (مغربية) لا جدوى منها أمام إرادة الشعوب التي لا تقهر في كسر قيود الاحتلال والاستبداد، كما أتت من وزيرة الخارجية الاسبانية (أرانتشا غونزاليس) ضمن تصريح إذاعي لها قالت فيه أن (حل النزاع لا يعتمد على إرادة دولة واحدة مهما كان حجمها، وأن الحل هو بيد الأمم المتحدة، وأن حكومتها ستسعى إلى إقامة مفاوضات مع فريق عمل «بايدن» لإقامة تعددية في موضوع الصحراء، نظرًا لأنه لا مجال للأحادية في العلاقات الدولية)، وترى إسبانيا في الدعم الأمريكي تهديدًا حقيقيًا قد يجعلها لاعبًا ثانويًا في الصحراء، وجاء إعلان (البوليساريو) متأخرًا قليلا وأعلنوا عن أسفهم الشديد لقرار الولايات المتحدة الذي اعترف بسيادة المغرب على المنطقة، واعتبروا أن القرار لن يغير قيد أنملة من حقيقة الصراع، وأنهم سيواصلون الكفاح.

توالي الاعترافات بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، خاصة من الدول الأفريقية يجهض مشاريع (البوليساريو)، حتى أن بعض المسئولين الصحراويين عادوا إلى المغرب، وقامت الحكومة المغربية بدمجهم في جهاز الدولة المغربي وتولوا مناصب قيادية، ومن بين أولئك (محمد عبدالقادر الشيخ) وزير العدل في الحكومة الصحراوية، ووزير الخارجية (إبراهيم حكيم) و(عمر الحضرمي) مسئول الأمن العسكري في الحكومة الصحراوية.

ترى.. هل ينهي الاعتراف الأمريكي مشكلة الصحراء أم يحيي الصراع من جديد؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store