Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

أزمات مسلمي الصين وكوريا

ضمير متكلم

A A
* خلال السنوات الماضية حظيتُ برحلات عملية زرتُ فيها أكثر من 30 دولة في مختلف قَارات العَالَم، وكان من المشاهد التي سَكَنَت ذاكرتِي، وجعلتني أرفع هَامتي فخراً واعتزازاً بوطني وقيادته الحكيمة، وبمجتمعنا السعودي الطّيّب والكريم ما رأيته من بَصَمَات كبيرة تؤكد الحرص الدائم على خدمة الإسلام والمسلمين.

* الصّور في هذا الإطار كثيرة ومتنوعة، منها: «خريجو الجامعات السعودية» في مِنَحٍ دراسية، الذين أصبح بعضهم في مراكز قِيَادِيّة في بلدانهم، «وأولئك الدّعَاة» الذين تختارهم الشؤون الإسلامية بعناية، بمواصفات وضوابط تضمن قيامهم بنشر الإسلام، والتأكيد على منهجه الوسطي بالحكمة والموعظة الحسنة، وبما لا يخالف أنظمة أوطانهم.

* وهناك مساعدة المجتمعات الفقيرة، والمساهمة في دعم المشروعات الخَدمِيّة فيها، وكذا إنشاء الأوقاف الخيرية، والمساجد والمدارس، والكليات العلمية، والمراكز الطبية، وبناء المراكز الإسلامية والصّرف عليها؛ كتلك التي أطلقها الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- خلال جولته التاريخية لمعظم الدول الإفريقية عام 1972م.

* عطاء (مملكة الخير والإنسانية) لأشقائها المسلمين كان ولا يزال من أولوياتها؛ فـ»مركز الملك سلمان العالمي للإغاثة والأعمال الإنسانية» يبذل جهوداً عظيمة ونَوعِـيّة في هذا الميدان؛ تأتي بتوجيهات كريمة وسديدة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، وامتثالاً لرؤية 2030م التي من عناوينها الرئيسة التأكيد على العمق العربي والإسلامي للمملكة.

* وهنا إخواننا الإيغور في الصين يحاصرهم التمييز العنصري، والإقصاء والاضطهاد والاعتقالات في مئات المعسكرات الخاصة، إضافة لإجهاض النساء، وإجبارهِنَّ على تناول ما يمنع الحَمْل، وأيضاً فَصْل الأبناء عن أُسَرِهِم، وقد أكدت على ذلك تقارير منصفة للأمَم المتحدة، وتحقيقات صحفية صادقة لـ(BBC)؛ وكلّ ذلك لإجبارهم على ترك دينهم، وطَمْـس ثقافتهم الإسلامية.

* أمّا في كوريا الجنوبية فالساحة تبدو مفتوحة في ظلّ انفتاح الحكومة على المسلمين، وتقديم التسهيلات لهم؛ وانتشار تعليم اللغة العربية، ومنها يتعرف الكوريين على الإسلام وسماحته؛ ليتجاوز عددهم اليوم الـ(260 ألفاً)؛ ولكنهم يعانون من محدودية التعليم الإسلامي، وقلة المساجد والمراكز، أما الخطر الأكبر فيأتي من سعي (الإيرانيين) إلى استقطابهم لمذهبهم الصّفوي المتطرف، من خلال زَرْع دُعاتهم، وإغراء الشباب بالمنح الدراسية فـي (حَوزات قُم)!!

* فما أرجوه من مؤسساتنا المسئولة عن هذه الملفات الالتفات لأحوال المسلمين هناك؛ لإغاثتهم والوقوف معهم، والتخفيف من أزماتهم؛ فمِن ثَوابِت مَمْلَكتنَا الغالية رفع راية الإسلام والاهتمام بالقضايا العادلة لـ (المسلمين) في مختلف أصقاع المعمورة؛ وهي ولله الحمد تملك المكانة الكبيرة والصَـوت المسموع في الخارطة العالمية التي تجعلها قادرة على التأثير والتغيير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store