Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. ياسين عبدالرحمن الجفري

زرعوا فأكلنا

A A
حكمة أو توجه «زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون»، استناداً إلى حديث «إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها». الإسلام دين يحض على العمل والكسب مهما كان عمر الإنسان ومهما كان وضعه حتى لو كان متقاعداً».. فالعمل والسعي مبدأ يقوم عليه ديننا الحنيف حيث يحض على كسب الرزق والسعي له بعيداً عن البطالة والاكتفاء بما هو متوفر أو مكتسب للإنسان. وبالتالي نرى أن الحض والسعي مأمورون به كمسلمين بعيداً عن التقاعس أو التقاعد. حيث نجد أن البعض يستغرب حين يرى أن الإنسان المتقاعد أو الذي اختار ترك العمل نحو موقع آخر بالرغم من توفر الدخل له، ونسي أننا مامورون ومطالبون بالعمل وعدم التراخي وترك الإنتاج. وعادة ما يستغرب البعض عند عمل الشخص فوق سن معينة والكلام عن الراحة والدعة. البشرية جمعاء حسب ما يمليه شرعنا مطلوب منها العمل والإنتاج وعدم الخروج من سوق العمل والاستمرار فيه للاستفادة من خبراته والمعارف التي كوّنها.
كثير من الأنشطة الاقتصادية تعتبر رأس المال البشري ذا قيمة عالية ومؤثرة في قدرتها على التطور والانشاء وتستند على الخبرات فيها في مختلف الأبعاد من الخط الاول الى الاستشارة. لذلك يعتبر الاستمرار في الإنتاج مهما كان عمر الشخص أمراً هاماً. ويعتبر باب التطوع لمن هو مكتفٍ ماديا ولكن يرغب في كسب الأجر مهماً لدعم المجتمع والقيام بدوره في دعم الاقتصاد وتنميته. حيث يمكن أن يقدم صاحب الخبرة والمعرفة خدماته للمجتمع وتنميته وبالتالي يثري المجتمع وخاصة الموارد البشرية اليافعة والتي تفتقد للخبرة والمعرفة ليثريها. للأسف العمل التطوعي في بلادنا غير منظم ولا يستند على أبعاد محددة مع أن هذا البعد مهم وحيوي لتمكين شبابنا وتوجيههم لتحقيق النفع ورفع القيمة المضافة فيه. نحتاج الى أن نبني الأجيال القادمة من خلال أصحاب الخبرات لإكسابهم البعد اللازم لتحقيق الاستفادة القصوى من خلال وجود المعلم mentor لمجموعة في نفس الحقل، والذي يلجأ له الداخلون في العمل للنصح والإرشاد والتوجيه وكيفية تلافي الوقوع في الأخطاء وخاصة في القطاعات المهنية والفنية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store