تحاصرني ذكرياتي في طفولتي في منطقة جبل عمر، وأنا في طريقي إلى (مركز لقاح كورونا)، أتذكر صراخنا عندما كنا صغارًا في شارع مرتبك، هناك في ذلك الزمن حيث كنا نسمي اللقاح «التينة» للوقاية من بعض الأمراض والأوبئة، كالكوليرا وغيرها، ولاشك أنني كغيري ممن تركت «التينة» علامة في ذراعهم، أما اللقاح الثاني في حياتي فهو حقنة الكورونا.
أشياء كثيرة أتأملها في طريقنا إلى المركز كأنى لأول مرة أسير في هذا الطريق، أدون الأمل والآمال في أنفاسي.
وأتساءل متى تم هذا الترتيب الدقيق والسريع للقاح الكورونا؟ وأجيب على نفسي أنها الإدارة الجيدة، يتأرجح الأمل داخل صدري، داخل كل عضو في جسدي، أتطلع إلى كل زاوية في المركز، أتأمل وجوه الشباب، كأنني وأنا أقترب من حقنة التطعيم أود أن أشعل الحياة من جديد، عندما امتدت يد من ملاك من بناتنا وتمتمت «بسم الله»، تأملتها ذات الرداء الأبيض ورسمت ابتسامة كبيرة وأنا أغمض عيني لحظتها أتمم نفاخر بكم يا أبطال الصحة، ألوذ بصمتي فيمتلئ صدري بالكلام، ويبقى لي الأمل بشباب بلادي، عندما غادرت المركز التفت إلى الوراء أملأ عيني بذلك العمل المنظم والمميز من قبل وزارة الصحة، تخيلت كم سيكون الأمر قاسياً ورهيباً لو لم يكن لدينا هذا الرعاية والعناية الطبية، فرصة لمراجعة شاملة تفتح عينيك على حقائق بديهية في بلادك، سنخرج بإذن الله من هذه الكورونا، سنخرج لمواجهة حياة لا تكف عن شد أطرافنا، ونردد مع محمد عبده «أنت ما مثلك في هالدنيا بلد».
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
