Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز معتوق حسنين

الموهبة تفوق التفوق

A A
قبل أيام قرأت في جريدة محلية يومية مقالا لكاتبة عريقة جديرة، أقرأ لها كثيرًا، كتبت عن الفرق ما بين التفوق والموهبة، فأعجبت بما كتبت، فرغبت أن أزكي ما وضع يراعها من حروف على ورقة عن الموهبة والتفوق.. مثلاً.. الكاتب هنا لم يدخل مدرسة عربية منذ ولادته حتى اليوم.. كل دراسته كانت باللغة الإنجليزية.. رغم ذلك بسبب الموهبة أي العشق للغة الضاد علمت نفسي اللغة العربية من كتاب أولى ابتدائي إلى أن استطعت أن أكتب في الصحف المحلية.. بدأت في جريدة عكاظ منذ عام 1405هـ إلى عام 1440هـ ثم انتقلت إلى صحيفة البلاد لمدة قصيرة ومن ثم بدأت الكتابة في جريدة المدينة المنورة إلى يومنا هذا.. كما ألفت الطبعة الأولى لسيرة موجزة عن والدي معالي السيد معتوق أحمد حسنين، كتب مقدمة هذه الطبعة معالي الشيخ حسين علي عرب -يرحمهما الله-.. كذلك ألفت كتابًا عن مرض السكر للناس الحلوين سميته «مرض السكري.. الحلو المر».. كل ذلك لا علاقة له بالتفوق بل هو من موهبتي في الكتابة بلغة الضاد.

فقد قيل من البعض إن أبناءنا الموهوبين هم عطاء الله لنا، دورنا تجاههم كبير وثقيل، وإن لم نفعل بما يمليه علينا واجبنا تجاههم فإننا نتنكر لعطاء المولى ولا نستحقه.. نعم الموهبة عطاء من الله فهي تفوق التفوق.. رؤية مستقبلية للتربية والتعليم في المملكة هي رؤية ولي العهد، رؤية 2030 من ضمنها تقوية ودعم الموهوبين بكل الوسائل المتاحة.

إن اكتشاف فرد موهوب وتنمية ما لديه من موهبة لا يقل أهمية عن اكتشاف بئر للبترول أو منجم للذهب، إن لم يزد.. هذا ما قاله وزير التربية والتعليم السابق محمد الرشيد.. لقد أصبح من وظيفة المدرس أن يعنى بتعليم الناس كيف يفكرون، أي كيف يستغلوا موهبتهم.. الموهبة نعمة من الله يهبها للكثيرين، ملكات يمتلكها الناس فيتميزون عن غيرهم ويتألقون.. هي نعمة لأنها تعطي الإنسان حياة أخرى وطبيعة أخرى، تخرجه من حالة لأخرى، من وقت لأوقات جديدة، وتفرغ طاقة لربما كانت غير معروفة لتمنحه إيجابية عالية وتركيزًا مختلفًا، وملكة لأنها تفرد بها شخصه عن مجموعة من الناس، ويتميز بها ويبدع فيها فيصبح مميزًا وأحيانًا غير مألوف.. الهواية لا تكون فقط نعمة أو ملكة نكتشفها في ذواتنا، بل قدرتنا على الاستثمار فيها بالتدريب والتعلم ومواصلة ممارستها بشكل دائم ومستمر.. وقبل ذلك يقيننا بأنها نعمة تحقق لنا ذاتنا من نواح عدة، فلا يجب يومًا أن يكون مصبنا فيها فقط ترويجيًا أو تجاريًا ولا عيب في ذلك بمعايير وأسس.. فالموهبة تفوق التفوق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store