Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

عزيزي الكاتب.. لا تكتب وهماً

A A
الأغلبية في هذه الحياة يُقاتلون ويحفرون الصخر من أجل الحصول على فُرصة من أجل تحقيق أحلامهم وبلوغ غاياتهم، وقد تنتهي بهم الحياة ولا يحققون شيئاً..

الحياة صعبة، ومهما كُنت بطلاً فيها ستحتاج يداً تساعدك..

ستحتاج من يُخفف عنك ويمنحك الفُرص لتُثبت نفسك..

ويجب أن نعترف بهذا الأمر..

شدّني مقال لأحد الكُتّاب عن الطريق الصعب الذي شقّه للوصول إلى هذه المكانة المرموقة التي حصل عليها، وأنها أتت بجهده وكفاحه، حديث يشبه أحاديث بعض رجال الأعمال الذين ولدوا وفي فمهم ملاعق من ذهب وفي اللقاءات يتحدثون عن بداياتهم من الصفر!!

هذا الكاتب تخرّج في إحدي الجامعات بتخصص نظري، حصوله على الوظيفة شبه مُستحيل في زمن تخرجه، لكن تم تعيينه بعد استلامه للشهادة مباشرة في إحدى الشركات الكُبرى، في السنة الأولى مديراً لأحد أهم الأقسام فيها، ثم ممثلاً عالمياً لها في السنة الثانية، ثم ينتقل لمُنشأة أخرى تم استحداثها ويكون مديراً لها..

السؤال..

لماذا خلال فترة وجيزة وجد وظيفة مرموقة وانتقل لوظيفة مرموقة وهو يحمل تخصصا إداريا لا جديد فيه!!

الحقيقة أنها اليد التي حدثتكم عنها، ومن المُفترض أن يفخر بهذه اليد، لا أن يُحدثنا عن الطريق الصعب الذي شقّه لينال هذه الوظائف الرائعة، لقد كان طريقه مفروشاً بالورود في كلا الوظيفتين، كانت صلة قرابته هي المُحرك لهذه القفزات العملية..

أكثر الأشياء سوءًا هو الحديث عن كفاح وهمي وشق طريق بجد واجتهاد، وأكثر الأشياء بشاعة هو أن يُمهّد الطريق للفاشل ويُمنح الفُرصة تلو الأُخرى لتكون الفُرص التي تُتاح له حقل تجارب!

أخيراً..

بطل مقال اليوم يجب أن يكون مُمتناً لأولئك الذين مكنوه من السير في الطريق، وشكراً له لأنه منحني فرصة الحديث عن الفرق بين الطريق الصعب والطريق المفروش بالورود..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store