Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

الأرستقراطي في ديوانية الإفتاء!!

ضمير متكلم

A A
* حَيَّاكم إلى (دِيْوَانِيّة الإِفْتَاءِ والتّحْلِيْل)؛ فَهَذا مُفْتِي السياسة، وهو الذي تَعْرِفهُ من هَيْئَتِه فهو دائمًا مُتَشَبِّث بـ(التَّشْخِيْصَة)، وإِغْلاقِ الأَزِرّة العليا مِن ثَوْبِه «ربما» حتى وهو في سَرِيْر نومِه؛ فهو يُذَكّرُكَ بأولئك الذي كانوا يَتفاخرون ب»البَيْجَر» ويحملونه في صَحْراء الرُّبع الخالي؛ كما أنه في نُطْقَهِ يتحدث بِعَنْجَهِيّة كما «الفنَّان المبدع ناصر القصبي وهو يَتَقَمَّصُ أدوار الشّخْصِيّات الأُرُستقراطية» وما ذاك إلا أنّه يَرَى أنه فَوق الجميع ومختلف عنهم؛ المهم أنه كان يُردّد باعتباره خبيرًا أمريكيًا: (ترامب سيبقى رئيسًا؛ فهو سيختلق حَرْبًَا مع إيران؛ وإذا سألته ما دليلك: أَخْرجَ تَنْهِيْدة الانتصار: ألا ترى طائرات ال»50» -يقصد B52- قد وصلت للشّرق الأوسط؟ وإذا بَادَرْتَهُ، وما قْولك وقد انسحبَ الآن؟ سيُجيبك هَيّن: قَالها أبو إِيْفَانْكَا بأنه سَيَعُود)!

* وهنا يتَدخل مُفْتِي الصِّحّة: وهو ويَمْسحُ شُوَارِبه، ويُداعِب أسنانه بقطعة خشبية، عَقِب اِلْتِهَامِه ل»تِيْس مَندي»، فبينما هو يشربُ سِفِن أب دايت باعتباره في رحلة رِيجيم- قالَ: (ياجماعة اتركونا مِن السياسة إلى الأهَمّ، أرجوكم احذروا من تطعيمات كورونا؛ فهي سِلاحٌ استخباراتي وفِكْري خطير؛ لأنهم بها يَبحثون عن قَتل النّاس؛ لِتَقْلِيْل عدد سكان الأرض من «7 مليارات إلى مليار فقط»، أما الذين لا يموتون؛ فهذا اللقاح أَدَاةٌ شيطانية للسيطرة على فِكرهم، والتحكم بسلوكياتهم، متى مَا أرادوا!)؛ أَمَّا إذا فَاجَأْتَهُ: ومَن هم الذي يُدَبِّرُون كُلَّ ذلك؟ وهل هم كائنات فضائية؟ يتَلَعْثَم، ثم يُعَقِّب: (والله إنك مِسكين وعقلك صِغَيِّر)!

* وصَلنا في هذه اللحظات للمُفْتِي الدِّيني للديوانيّة، الذي نجِده أبدًا حاجزًا ل»صَدْر المجلس»، لِحْيَتُه إذا خَفّت تمامًا تذرّع بِخطأ الحلّاق، وإذا طَالَت لامَ النّسْيَان، فهي مُحْتَارَة كما هُو، -وطبعًا لا يُفارِقُه العِقَال- لِيُثْبِت بأنّ شَيْخ مُوْدِرّن، صَاحِبُنَا في كُلّ جُلْسَةٍ يأتي بفتوى جديدة، يرفع لواءها، ولأنهُ حافِظ لا فَاهِم، إذا حاصَره أحدهم رَدّد: (والله إنك مُتَخَلِّف ورجْعِي، ولَسْت تَنْوِيْرِيًا)؛ أكيد تعرفون مصادره الهَشّة: تلك البرامج أو التغريدات التي مُفْتوهَا يُفتشون عن الآراء الضعيفة والشاذة فِقْهِيًّا؛ لِيرفعوا أصَواتهم بها، مُعْتَقِدِيْن أنهم اكتشفوا إسْلامًا جَديدًا!!

* هذه نماذج تؤكِّد أنَّ أكثرَ مادَتين لُغَوِّيَتَيْن طَاغِيَتَين عَرَبِيًّا في عصرنا الحديث هما: (حَلَّلَ، أَفْتَى، بأصولهما، وتَفْرِيْعَاتِهِمَا وما اُشْتُقَّ منهما)؛ فشريحة مِن مجتمعاتنا أصبحت وأمست تُفتِي وتُحَلِّل في كُلِّ شيء.. الدّيْن، والطِّب، الثّقافة، والفَنّ، والرياضة، حتى أنهم يُشَكِّكُون بالثَّوابِت، والمعلومَات والأخبار المُسَلّمَة بِ(التَّوقّع)؛ فَاحْذَرُوهُم هدَاهُم الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store