Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

الحب أمتع ما في الحياة!

A A
للحب أشكال ونكهات.إلىنها المتبادل بين أفراد الأسرة طبيعَة بعلاقة وجودها وكنه الحياة.. وقد يأخذ التعبير عنه طرقًا شتَّى، كاحتفالات أعياد ميلاد، ويدعى لحضورها الخلَّص من الأهل والأصدقاء.. وتعدُّ فيها موائد المأكولات والحلويات وسواها، ويتمُّ تقديم الهدايا للمُحتفى بهم، والألعاب للأطفال.. أمَّا ما منه قوميٌّ، أو وطنيٌّ كاليوم الوطني في المملكة، وأعياد الاستقلال في البلدان التي تحرَّرت من الاحتلال والاستعمار، وفيها تَلقى القصائد والخطب، وتقام عروض طرب فنِّيَّة واحتفالات شعبيَّة تضفي جوًّا من البهجة والفرح بين أطياف المجتمع كافَّة.. ومنها الدينيَّة على تعدُّد المذاهب والأديان.. وبالنسبة إلينا بعيديَّ الفطر السعيد والأضحى المبارك، وفيهما يرجع المؤمنون إلى ربِّهم بالعبادة، واتِّباع مكارم الأخلاق، كما بلَّغنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.

ولكوننا في زمن الوجبات السريعة وثورة التقنية التي باعدت بيننا وبين أطفالنا وشبابنا، فشغلت أوقاتهم بوسائل التواصل الاجتماعي، وتراهم يتابعون فيها برامج يلتقون بها من على بُعدٍ عباد الله في أراضيه الواسعة، ويتعرَّف بعضهم إلى بعض، وطرق معيشتهم واحتفالاتهم، كاحتفال الغرب مثلًا بعيد الحبِّ والعشَّاق المصادف في الرابع عشر من شهر فبراير؛ يوم ذكرى القدِّيس فالنتين.. وفيه يرسل من اشتعل قلبه بالحب إلى من يحبُّ بطاقة معايدة، ويهدي صورا ورودا وزهورا بلون أحمر، تعبيرًا عن حبِّ يعتقد أنَّه ينبع من قلب يضخ الدم الأحمر ليبقي على الحياة.. وقد أقبل الجيل الجديد في عصر الثورة الرقميَّةِ في دول العالم قاطبة على الاحتفال بعيد الحبِّ بعد أن تغلَّبوا على الخجل في التصريح عن الحبيب.

جدير بالتنويه أنَّ تبادل الهدايا، أمرٌ مستحبٌّ.. وقد ورد في الأثر ما روي عن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قوله: «تَهَادُوا، فَإِنَّ الهدِيَّةَ تُذْهِبُ الضَّغِاِئنَ».

ولارتباط المناسبة بالقدِّيس فالنتين، لا شكَّ أن يعارض كثيرون، من بينهم أولياء أمور المراهقين فكرة التصريح بالحبٍّ درءًا لإثارة الغرائز فيه، وربَّما ما لا تُحمد عقباه.

يرى عدد من التربويِّين أنَّ على والدي المراهقين التخاطب فيما بينهما وبحضور أبنائهما بكلمات توحي بالحبَّ والتوافق فيما بينهما، وأن يتبادلوا الهدايا من وقت لآخر.. وأن تشمل الهدايا أفراد الأسرة إيحاءً بأنَّ الحبَّ من الأمور الجميلة الضروريَّة لحياة مستقرَّة.. وتعريفهم أنَّ في الأثر قول نبينا عليه الصلاة والسلام: «إنَّ الله إِذا أحَبَّ عبدًا، نَادى جِبرائيلِ: إنِّي أُحبُّ فلانًا فَأحبَّهُ.. ثمَّ ينادي جبرائيل في أهلِ السماءِ: أنَّ الله يحبُّ فلانًا فأحبُّوهُ.. ثمَّ توضع له المحبَّة في الأرض، فيحبُّه أولياءُ الله وأهلُ طاعته».

ورحم الله من قالَ: «لولا المحبَّةُ في جوَانِحِهِ ما أصْبَحَ الإنسانُ إنسانًا».. ومن شريعة الحياة وقوامها لابدَّ من تحقيق المحبَّين قدرًا من الاستقرار المادي الذي لا يتأتَّى إلَّا بالعلم والعمل.. وأن يتمَّ اختيار شريك العمر القادم بعناية تضمن معها بناء أسرة مستقرة روحيَّا ونفسيًّا وماديًّا.. وجَلَّ مِنَ قَائلٍ: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلَّا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يرَى﴾.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store