Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

إرهاب حوثي.. وتخاذل أممي؟!

A A
سبق وأن كتبت مقالاً قبل عدة أشهر بعنوان «إرهاب حوثي وصمت أممي»، وتحديداً بتاريخ 30 /11/ 2020، ولذلك سوف أقتبس منه لأن «الصمت الأممي» تحول إلى «تخاذل» وتشجيع للحوثي لكي يعبث بأمن المنطقة، ويهدد أمننا الوطني بإرساله الطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ البالستية، والتي تكثفت بعد أن تم رفع الحوثي من قائمة الإرهاب من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة؟!، والأمر الآخر والملاحظ أن الرئيس «جو بايدن» بشَّر المواطنين الأمريكيين بخروج مواطنة سعودية من السجن في زيارة له لوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» قبل عدة أيام!، وكذلك رئيس فرنسا «ماكرون» بشَّر المواطنين الفرنسيين بخروج المواطنة السعودية نفسها من السجن!، وطالما أن الرئيسين فرحان مستبشران بخروج المواطنة السعودية من السجن فإننا نريد من ماكرون الطلب والتوسط لدى الرئيس الأمريكي لكي يبشرنا بخروج مواطن سعودي اسمه «حميدان التركي»، ويفرح بذلك الشعب السعودي وأسرته التي تعاني من غياب عائلهم ورب بيتهم، في تهمة لا تستوجب بقاء هذا المواطن السعودي، الذي لا حول له ولا قوة، ولم شمله بأسرته في السعودية وبزوجته وأطفاله الغائب عنهم لسنوات؟!، فحميدان التركي يظل مواطناً سعودياً له الحق في الإفراج عنه، وأن يصدر الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن عفواً عنه لكي يعود إلى بلده ليهتم بأطفاله وأسرته. ونحن عندما نقول هذا الكلام فنحن لا نريد من الرئيس ماكرون ولا من الرئيس بايدن أن يكيلا بمكيالين أحدهما لمواطنة سعودية تم الإفراج عنها مستبشرين وفرحين، ولمواطن سعودي له الحقوق نفسها مثلما المواطنة السعودية مازال يقبع في سجن أمريكي كلما عرض على هيئة إطلاق السجناء يتم رفض طلبه. فنحن نقدر ونحترم فخامة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونأمل منه أن يصدر عفواً عن هذا المواطن السعودي المغلوب على أمره وكبادرة جميلة من فخامته سوف يقدرها الشعب السعودي. فالولايات المتحدة الأمريكية دولة صديقة بل وحليفة للسعودية.

نعود للحوثي الذي تم رفع اسمه من قوائم الإرهاب الأمريكية لنذكر أنه لا فرق بين الحوثي وحزب الشيطان في لبنان فكلاهما فرعان من فروع الحرس الثوري الإيراني الإرهابي. وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على كل من حسن نصر الله ونعيم قاسم، وعبدالملك الحوثي وحسن نصر الشيطان هما من وكلاء حرب إيران، ولا ينتمون لأحزاب سياسية تنخرط في العمل السياسي، وتخدم بلدانها فتتحول إلى أحزاب معارضة عندما تخسر الانتخابات أو أحزاب حاكمة عندما تفوز في الانتخابات. فالعمل الديموقراطي لم يكن في يوم من الأيام بالانقلاب على السلطة بقوة السلاح، وإدارة الدول بمليشيات تحمل السلاح، وتركع الشعوب وتذلها وتهينها إرضاء لدول خارجية تابعين لها. في اليمن هناك حكومة شرعية تم الانقلاب عليها من قبل الحوثي، وهذا شأن يمني لا نتدخل فيه لولا طلب الحكومة الشرعية برئاسة الرئيس اليمني هادي للتدخل لمساعدة السلطة الشرعية لإعادة الشرعية في اليمن.

السعودية العظمى لا تريد لليمن الشقيق إلا الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرخاء وليس غير ذلك. فالمملكة لا يمكن أن تقبل على الإطلاق، ولن تتعامل مع ميليشيات انقلابية تتبع لإيران الفارسية، وتنفذ مخططاتها في زعزعة أمننا واستقرارنا على حدودنا الجنوبية . فالحد الجنوبي خط أحمر ومن يتجاوزه سوف نؤدبه التأديب الذي يليق به. إرسال الصواريخ الباليستية الإيرانية والطائرات المسيرة المفخخة لضرب منشآتنا الحيوية والمطارات ومصافي للبترول، وإرهاب وقتل أهلنا في الجنوب، وفي غيرها من مناطق المملكة لن نسمح فيه على الإطلاق، وسوف نقوم بتدمير أي منصات لإطلاق الصواريخ أو الطائرات المسيرة في أي بقعة تنطلق منها.

أمننا الوطني فوق كل اعتبار. والأمم المتحدة ومبعوثها عليها أن تمارس مهامها كمسؤولة عن السلم والأمن العالميين وأن لا تنحاز إلى جانب الحوثي ضد حكومة شرعية، ولذلك يتوجب عليها أن تخلع عباءة التخاذل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store