Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

الإفك الاستخباري فقاعة سرعان ما تبددت ولم تصل لمبتغاها!

A A
أعداء كُثر لبلادنا بعدما رأوا أنها تسير في طريق سوي يقودها إلى الاعتماد على الذات في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، ولأنها البلد الوحيد الذي ينعم بنعمة الأمن والاستقرار وسط هذا الغليان الذي تشهده الكثير من بلدان العالم، امتعضوا كثيرًا للنتائج التي حققتها رؤية المملكة 2030 في خطواتها الأولى، وساءهم أن يحالفها هذا النجاح الذي كان يعتمد على خطط اقتصادية واجتماعية ترمي إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وتطوير المجتمع، فأصبحوا يبحثون عما يعرقل هذه المسيرة بشتى الصور، وهلّل أولئك بعد أن ظهر (التقرير المخزي) الذي تم تقديمه للكونجرس الأمريكي من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية حول مقتل (خاشقجي) علمًا بأنها قضية انتهت بصدور أحكام قضائية على منفذي القتل بعد تحقيقات موسعة ونزيهة وشفافة، وحضرها مندوبو الدول الخمس الكبرى، وحظيت الأحكام بقبول من أهل القتيل، مما يعني لا طائل من وراء إحياء قضية أصبحت منتهية تمامًا، كما أن وكالة المخابرات الأمريكية ليست جهة حكم أو قرار، كما أننا غير معنيين بتقاريرها التي كثيرًا ما كانت خاطئة، منها تقريرها الذي ادعت فيه أن العراق يملك أسلحة دمار شامل وينتجها من بيولوجية وكيميائية، ثم اتضح أن ذلك غير صحيح.

وكما قال سمو الأمير بندر بن سلطان (أن تقرير الاستخبارات الأمريكية تقييم وليس لائحة أدلة قاد واضعي التغيير إلى الاستنتاج، وأن أغلب ما يُتداول من تقارير إعلامية وسياسية ما تكون وفق أحكام مسبقة ومواقف عقلية ونفسية وسياسية من المملكة متبلورة منذ ما قبل الجريمة، وربما وجدت في الجريمة فرصة للتعبير عن نفسها).

مخابراتنا لا تدعو للقتل، وإن ما حصل كان لاجتهادات شخصية خاطئة نال منفذوها جزاءهم، ودعونا نسأل وكالة المخابرات الأمريكية عن من كان خلف مقتل الرئيس الأمريكي (جون كندي) 1963، وشقيقه المرشح السناتور (روبرت كندي) 1968؟!.. ألم تكن المخابرات الأمريكية؟، فحسب البحث الذي أجراه (شون أوسولفان) صانع الأفلام الإيرلندي حول مقتل (روبرت كندي) أشار في برنامج (نيوز نايت) الذي يعرض على قناة «بي بي سي» إلى أن ثلاثة من عملاء الاستخبارات الأمريكية ظهروا في كثير من الصور والأفلام المصورة وتم التعرف عليهم والتأكد من هويتهم، ومن بينهم (موراليس) رئيس عمليات المهمة (جي إم ويف) 1963 الذي كشف محاميه (روبرت والتون) بأن (موراليس) قال: (لقد كنت في دالاس عندما تخلصنا من (الحقير)، وفي لوس انجلوس عندما تخلصنا من (السافل الصغير)، مما يؤكد بأن (بشاره سرحان) ليس القاتل الحقيقي للسناتور (روبرت كندي)، كما أن مقتل (أوزوالد) المتهم بقتل الرئيس (جون كندي) في السجن أثناء تصويره التلفزيوني على الهواء مباشرة من قبل (روبي)، ومن ثم وفاة (روبي) في السجن أثناء انتظاره للمحاكمة يؤكد بأن جهاز المخابرات وراء ذلك، وإن كنا سنفتح ملفات حول التجاوزات فإننا لن نصل إلى نهاية فالشق أوسع من الرقعة، هل نفتح ملف الفضائع التي تم ارتكابها في سجن (أبو غريب) في العراق ومن ثم نسأل من أعطى الأمر لأولئك، أو نحمل الرئيس الأمريكي آنذاك أو وزير دفاعه.

ستلقي قيادتنا الرشيدة ومعها شعبها الوفي الشغوف بمحبة الملك وولي عهده بكل التقارير خلف ظهورهم ويواصلون المسيرة التي ستجعلهم قريبًا وبمشيئة الله في اكتفاء ذاتي، فالمسيرة المظفرة أوصلتنا إلى أن نحقق ثالث أقوى اقتصاد في العالم، وقريبًا جدًا سنكون موطن الصناعات، وليمت الحاسد بغيظه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store